تطمح الاشتراكية سيغولين رويال، التي يمكن أن تصبح أول امرأة تصل إلى سدة الرئاسة في فرنسا، لأن تبعث روح التجدد في الحزب الاشتراكي مستخدمة الأنوثة والجرأة في آن.ونجحت رويال، وهي أم لأربعة أولاد، في الحفاظ على موقعها في استطلاعات الرأي والتقدم على الوجوه البارزة في الحزب الاشتراكي، الذي لن ينسى بسهولة الهزيمة النكراء التي مني بها في الانتخابات الرئاسية في 2002.
وبنت رويال جزءاً من شعبيتها على اتخاذ مواقف بشأن مواضيع اجتماعية غالباً ما أهملتها الأوساط السياسية مثل الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة والصحة أو مشاهد العنف التي يبثها التلفزيون.
والفكرة الرئيسية، التي تبني عليها رويال برنامجها هي تشكيل “ديموقراطية المشاركة” بحيث يُرَكَّز على شؤون تربوية وبيئية.
أما بالنسبة إلى أوروبا، فتطمح رويال إلى “إعادة بنائها من خلال مشاريع تطال الحياة اليومية للفرنسيين”.
واتخذت رويال في بعض الأحيان مواقف أثارت بلبلة في صفوف حزبها ودفعت منتقديها إلى اتهامها بأنها قريبة من اليمين، وخصوصاً بشأن مواضيع تتعلق بالأمن والهجرة.
لكنها أعلنت أنها تجرأت على التطرق إلى مواضيع عدَّها الحزب الاشتراكي من المحرمات، مثل تأييدها لتشجيع بعض الشباب الجانحين على القيام بـ“مهمات إنسانية” أو تشكيل “لجان تحكيم من عامة الشعب” لتقويم عمل السياسيين.
وتشدد المستشارة السابقة للرئيس فرنسوا ميتران، التي انضمت إلى صفوف الحزب الاشتراكي في 1978، على القيم الأخلاقية والعائلية، وهي مواضيع غالباً ما يتطرق إليها اليمين. وشعارها هو “النظام العادل”.
وغالباً ما تبرز رويال تجربتها كأم ورئيسة منطقة بواتو ــ شارانت (غرب). وقد تولت ثلاث حقائب وزارية (البيئة والتعليم المدرسي والأسرة والطفولة).
وألقت شعبيتها بظلالها على طموحات صديقها رئيس الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند، الذي تراجعت شعبيته تدريجياً بعدما كشف استطلاعات الرأي تقدم رويال، التي أضحت محور اهتمام وسائل الإعلام.
وقالت رويال قبل أشهر: “ليس هناك خلافات بيني وبين فرنسوا، لكن ليس لدينا الاهتمامات نفسها. شخصياً أولي اهتماماً أكبر للقضايا الاجتماعية كالبيئة ومكافحة العنف الذي تتعرض له النساء والمراهقين”.
ولدت رويال في دكار في أسرة كاثوليكية وكان والدها ضابطاً. وقالت رويال، وهي الرابعة من ثماني أخوات، إنها تلقت من والدها “تربية صارمة جداً” ساهمت في تنمية الجانب المتمرد في شخصيتها.
وتحرص رويال، الحائزة شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، على الحفاظ على صورة المرأة الأنيقة والعصرية.
وينظر إلى رويال الملقبة “بفاتنة الانتخابات” بوصفها المرشح الاشتراكي صاحب أعلى فرصة لإلحاق الهزيمة بوزير الداخلية نيكولا ساركوزي أو أي شخص يرشح عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم.
كما ينظر إليها بوصفها المرشح، الذي يمثل تغييراً تحتاج السياسة في فرنسا إليه بشدة، وهو ما سبب صعودها السريع في الاقتراع.
(أ ف ب)