القاهرة ــ الأخبار
رد الرئيس المصري حسني مبارك، في خطاب أمس امام مجلسي الشعب والشورى، على تكهنات المعارضة بتنحّيه مبكراً عن الرئاسة، بتأكيده أنه سيواصل «مسيرة العبور إلى المستقبل متحملاً المسؤولية وأمانتها ما دام في الصدر قلب ينبض ونفَس يتردد».
وحظيت هذه الفقرة من الخطاب، كما كان متوقعاً، بتأييد غالبية أعضاء المجلسين المحسوبين على الحزب الوطني، الذين صفّقوا طويلاً ووقفوا لتحية مبارك، قبل أن يعيد تلاوة هذا المقطع من خطابه مجدداً.
لكن نواب «الاخوان المسلمين» صفقوا للرئيس المصري عندما قال «لن أنحني لغير الله». وتردد في المجلس أن الحماسة «الإخوانية» هي استجابة لما أشيع عن أن مبارك طالب وزير الثقافة فاروق حسني بعدم حضور الجلسة تجنباً للحرج السياسي، بعد المعركة التي فجرتها تصريحاته عن الحجاب.
ورغم تأكيد بقائه، أعلن مبارك انه «سيحيل إلى مجلسي البرلمان تعديلاً على المادة 76 من الدستور يسهّل لأحزاب المعارضة التقدم بمرشحين لانتخابات الرئاسة، معتبراً أن «أحد أهداف التعديل الجديد هو تعزيز فرص الأحزاب في المشاركة في تلك الانتخابات».
وتحدث مبارك عن «إصلاحات دستورية تعيد تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يحقق مزيداً من التوازن بينهما ويعزز دور البرلمان في الرقابة والمساءلة».
وفي ما يخص الشؤون الخارجية، شدد الرئيس المصري على أن بلاده تقف إلى جانب العراق في محنته وتدعم جهود أبنائه للحفاظ على استقلاله ووحدة شعبه، معتبراً أن طريق استعادة الاستقرار في العراق وفي بؤر التوتر الأخرى لا بد من أن تمر عبر الأراضي الفلسطينية لا العكس، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية هي «جوهر مشكلات الشرق الأوسط».
وأشار مبارك إلى أن مصر تبذل قصارى جهودها لتوحيد الصف الفلسطيني، وكسر جمود عملية السلام على مساراتها كلها، وأنها تقف إلى جانب الفلسطينيين وتدعم حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا مبارك «إلى حوار يحتوي المخاطر الجديدة في منطقة الخليج»، محذراً من منزلقات تحمل للمنطقة وللعالم شروراً، مشيراً إلى أن بلاده تقف مستعدة للمشاركة الفاعلة في أي ترتيبات للأمن الإقليمي تكفل استقرار الخليج والشرق الأوسط.
وقال الرئيس المصري إن بلاده «تسهم في إعادة إعمار لبنان وتطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها لأجوائه وسيادته، وأنها لا تألو جهداً في تحقيق المصالحة الشاملة في السودان وإيجاد تسوية سلمية للوضع في إقليم دارفور». وأشار إلى أن الشرق الأوسط يجتاز مرحلة «دقيقة وصعبة»، ويشهد أزمات متتالية «ما بين صراعات مزمنة وبؤر جديدة للتوتر وزعزعة الاستقرار».