strong>لم يحل تمسك طهران الدائم بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية، دون إبداء حسن نيتها تجاه المجتمع الدولي، بموافقتها على تسليم وثائق عن نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة وصفها دبلوماسيون في فيينا بأنها غير كافية، مطالبين الجمهورية الاسلامية بمزيد من التعاونرأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن موافقة ايران على تسليم وثائق عن نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم ستسهّل مهمتها في التحقق من أن طهران لا تسعى الى امتلاك السلاح النووي، “لكن هذه التنازلات ما زالت غير كافية”.
واعلن المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، اول من أمس، امام مجلس حكامها في فيـــــينا، أن ايران ستــــقـــدم هــــذه الــــوثــــائق مــــن ارشيـــفها.
وكانت طهران ترفض ذلك منذ اشهر وتواصل في الوقت نفسه تخصيب اليورانيوم في مصنع ناتنز، رغم تحذيرات مجلس الامن الدولي الذي يدرس حالياً عقوبات بحقها.
وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة في العاصمة النمساوية ان “الحصول على وثائق بشأن ادارة ناتنز امر مهم”، لأنه “يجب ان تتمكن الوكالة الدولية من تأكيد ما يقول الايرانيون” بشأن “أبحاث” التخصيب.
ورأى دبلوماسيون ان طهران قدمت هذه التنازلات رداً على اتهامات بأنها تسعى لامتلاك السلاح النووي، وفي محاولة منها لتفادي العقوبات، مشددين على ضرورة تعاونها كلياً مع ابحاث الوكالة الدولية.
من جهته، دعا وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر، في مقال نشر امس في صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، الى اعتماد “دبلوماسية حازمة وخلّاقة” مع ايران في مواجهة إصرارها على برنامجها النووي. وقال كيسنجر “ان إيجاد دبلوماسية حازمة وخلّاقة إزاء ايران مهم لبناء منطقة واعدة اكثر”.
ويرى كيسنجر أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الدول الكبرى الست المكلفة الملف النووي الايراني في الامم المتحدة “تتجه نحو المأزق” بسبب الخلافات بين هذه الدول، مضيفاً: “على الدول الست في آخر المطاف أن تختار بين عقوبات فاعلة او (تحمّل) نتائج قدرات نووية عسكرية لإيران مع ما يحمله ذلك من مخاطر انتشار”.
وقال كيسنجر: “من غير المرجّح تماماً أن تنفّذ الولايات المتحدة عملاً عسكرياً خلال السنتين الاخيرتين من رئاسة (بوش) وهي تواجه كونغرس (ديموقراطياً) معادياً، مع ان هذا الامر يمكن ان تأخذه طهران على محمل الجد. إن طهران لا تستطيع بالتأكيد تجاهل احتمال حصول ضربة من اسرائيل وحدها إذا أغلقت كل خيارات الحوار”.
وفي هذا السياق، وصف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، نتائج الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة بأنها ليست فقط فشلاً للحزب الحاكم بل فشل سياسات الحكومة الاميركية.
وقال ان نتائج هذه الانتخابات “ستؤدي الى الاسراع في مسيرة انهيار نظام السلطة الاميركي”، مشيراً الى أن الاحداث التي تقع اليوم في العراق وفلسطين وأفغانستان وبعض الدول الاخرى “تدل على أن زمن التهديدات والغطرسة قد ولّى”.
ويزور رئيس الوكالة النووية الروسية “روساتوم” سيرغي كيرينكو طهران في 11 كانون الاول المقبل للمشاركة في اجتماع للجنة الحكومية الروسية ــ الايرانية للتعاون الاقتصادي.
وبدأت روسيا تسليم انظمة صواريخ ارض ــ جو من طراز “تور ــ ام1” الى ايران، حسبما ذكرت وكالات الانباء الروسية امس نقلاً عن مصادر فـــــي الصــــناعــــات العســــكريـــة الروســية.
إلى ذلك، رأت المحامية الايرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام والناشطة في مجال حقوق الانسان، شيرين عبادي، أن تركيز العالم على البرنامج النووي الإيراني الذي يخشى كثيرون أن يستخدم لصنع أسلحة نووية، جعله يتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد. وقالت، في مقابلة نشرتها امس صحيفة “ليزيكو” الفرنسية، إن الديموقراطية في بلدها “غير موجودة” في ظل حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد.
( اف ب، يو بي آي، رويترز، اب)