القاهرة ــ خالد محمود رمضان
توقّعت مصادر مصرية لـ“الأخبار” أمس، أن تشهد الأيام القليلة المقبلة “انفراجة” لإبرام صفقة تبادل إطلاق الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال مسؤول مصري إن الرئيس حسني مبارك وضع نظيره الأميركي جورج بوش، خلال اتصال هاتفي أمس، في صورة صفقة الأسرى، عقب محادثات غير معلنة أجراها مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.
وأوضحت المصادر نفسها أن “الانفراجة” بدأت في التبلور بعد حصول السلطات المصرية من مشعل على موافقة رسمية بالمضي قدماً في مبادرة الوساطة لإقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت بعدم عرقلة الصفقة والاستجابة إلى معظم الشروط التي كانت “حماس” قد وضعتها للموافقة على إطلاق شاليط.
وبدا أمس أن مشعل قد تراجع نسبياً عن تحديده ستة أشهر فقط مهلة أمام المجتمع الدولي لتحريك ملف القضية الفلسطينية قبل إشعال “الانتفاضة الفلسطينية الثالثة”.
وقال مشعل، قبيل مغادرته القاهرة عائداً إلى العاصمة السورية دمشق مساء أول من أمس، خلال اتصال هاتفي مع القيادي في حركة “فتح” نبيل شعث، إن “حماس” ستكون مستعدة لإعطاء المفاوضات متسعاً اكبر من الوقت، “إذا تبين أن هناك احتمالاً حقيقياً للتوصل إلى اتفاق سياسي، وقد تكون مستعدة لتمديد هذه الفترة إلى ثمانية اشهر أو عام”.
وحذّر مشعل مع ذلك من أن الفلسطينيين سيواصلون كفاحهم إذا بقي الباب مغلقاً في وجه التسوية السياسية.
وفي دمشق، التقى مشعل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف لبحث موضوع تأليف حكومة ائتلافية فلسطينية.
وقال عضو المكتب السياسي لـ“حماس” عزت الرشق، إن “مشعل أطلع سلطانوف على وجهة نظر الحركة بشأن المشاكل التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة”. وقال إنه جرى أيضاً تناول “الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني”.
ومن المقرر أن يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اليوم جولة عربية، هي الأولى له منذ ترؤسه الحكومة الفلسطينية، يستهلها بزيارة إلى القاهرة، حيث سيجري محادثات مع الرئيس المصري ورئيس وزرائه أحمد نظيف، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، لبحث ملفات حكومة الوحدة الفلسطينية وتبادل الأسرى ورفع الحصار الدولي، كما سيقوم بعدها بجولة خارجية.
وقال هنية للصحافيين في غزة: “سنبدأ زيارة إلى بعض الأقطار العربية والإسلامية”، مضيفاً أن هذه الجولة “كلها في خدمة الشعب الفلسطيني وتعزيز التواصل بيننا وبين الدول العربية الشقيقة”.
وأشار مصدر مطلع إلى أن هنية سيستهلّ هذه الجولة بزيارة مصر، كما سيزور لبنان وسوريا وايران والكويت وقطر، إضافة إلى السعودية حيث “سيؤدي فريضة الحج”. وأضاف أن هنية “سيطلع المسؤولين والقادة في هذه الدول على صعوبة الوضع في الاراضي الفلسطينية إثر الحصار المفروض منذ تسعة اشهر على الحكومة الفلسطينية، كذلك سيحثهم على تقديم الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني”.
وستكون هذه المرة الاولى التي يغادر فيها هنية غزة إلى الخارج منذ تولّيه رئاسة الوزراء في آذار الماضي.
وكانت جولة هنية مقررة الأسبوع الماضي، إلا أنه تم تأجيلها في ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وتسارع خطى مفاوضات تأليف حكومة الوحدة الوطنية.