strong>المعلم: الأميركيون والفرنسيون من يتدخل في لبنان
بوادر انفراجة في عملية السلام في المنطقة، عكستها تصريحات وزراء خارجية “يوروميد” في اجتماعاتهم في فنلندا أمس، تنتظر ترجمتها على الأرض... شرط أن تسمح آلة القتل الإسرائيلية بذلك

طغت “آمال السلام” على الاجتماعات الأوروبية المتوسطية (يوروميد) في تامبيري في فنلندا أمس، بعد اتفاق التهدئة في الأراضي الفلسطينية، فيما شن وزير الخارجية السوري وليد المعلّم هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة وفرنسا، واتهمهما بالتدخل في الشؤون اللبنانية.
وجاء في بيان مشترك عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وشركائهم في مجموعة الحوار الأوروبي المتوسطي (يوروميد)، الذي يضم تركيا ومصر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب وتونس والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، «أن الشركاء يؤكدون تعلقهم بتنفيذ حل عادل وشامل ودائم للنزاع العربي الإسرائيلي».
وأضاف البيان ان هذا الحل يجب أن يكون «متسقاً مع مرجعيات مؤتمر مدريد ومبادئه بما فيها الأرض مقابل السلام، ومستنداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخريطة الطريق»، التي تنص على إقامة دولة فلسطينية.
وشدد الوزراء على أن هذا الحل يجب أن يشمل “إقامة دولة إسرائيلية آمنة ومستقرة وأخرى فلسطينية ديموقراطية ذات سيادة تعيشان جنباً إلى جنب في سلام”. وأضافوا أن أطراف النزاع يجب أن يتفقوا على الوضع النهائي بما فيه القضايا الحدودية.
واتفق الوزراء على أن كل أطراف الصراع في الشرق الأوسط يجب أن تتمسك بوقف إطلاق النار في قطاع غزة للعمل على اتخاذ خطوات سياسية جديدة تهدف إلى إحلال سلام دائم في المنطقة المضطربة.
وحث وزراء مجموعة “يوروميد” هذه الأطراف “على المواصلة في درب الحوار المباشر والتفاوض لتحقيق مشروع الدولتين: إسرائيل آمنة وفي أمان و(دولة) فلسطين قابلة للحياة وذات سيادة وديموقراطية، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن”.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى: “يوجد أمل كامن قائم على التطورات الأخيرة” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ملخصاً بذلك الشعور العام الذي ساد اجتماع تامبيري.
وبحسب موسى، فإن هذا الأمل “يقوم على وقف إطلاق النار (في غزة) وتصريحات (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) خالد مشعل بشأن القبول بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي (إيهود أولمرت) تفكيك المستوطنات والانسحاب من الأراضي” الفلسطينية. وأضاف: “يمكن أن يمثل ذلك نقطة انطلاق جيدة” لإعادة إطلاق مسيرة السلام.
وقدّم مستشار الرئاسة الفلسطينية نبيل شعث ثلاثة شروط من أجل استئناف جدي للحوار الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تعزيز وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى و“رفع فوري للحصار على الفلسطينيين”. وأوضح أن توافر هذه الشروط مجتمعة “سيؤدي مباشرة إلى طاولة المفاوضات”.
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولايات المتحدة وفرنسا بـ“التدخل” في شؤون لبنان، رافضاً في الوقت نفسه اتهامات باريس وواشنطن لبلاده في هذا الشأن.
ووصف المعلم اتهامات باريس وواشنطن لدمشق بالقيام بدور سلبي في لبنان وتورطها المفترض في مقتل سياسيين لبنانيين بأنها “لا معنى لها”.
وقال، في تصريحات على هامش لقاء مجموعة “يوروميد”: “نحن نعرف من يتدخل (في لبنان)، إنهم الأميركيون والفرنسيون”. وأضاف: “على جميع الأطراف ترك لبنان يلبي آمال شعب لبنان”، مشيراً إلى أن سوريا تكتفي “بالقيام بدور متطابق مع مصالح الشعب ومصالح المنطقة. نحن نقوم بدور بناء”.
أما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي فشدد من جهته على ضرورة “احترام سيادة واستقلال (لبنان) ورغبته في الحرية”. وأضاف: “يجب ألا يكون رهينة مصالح خاصة ليست مصالحه”، داعياً “الجميع، وخصوصاً جيران لبنان، إلى اظهار أنهم يساعدون على احترام القرار 1701”.
ودعت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية، بينيتا فيريرو فالدنر، التي التقت أول من أمس المعلم في تامبيري، السوريين “إلى تجسيد تصريحاتهم برغبتهم في القيام بدور إيجابي من أجل السلام في الشرق الأوسط”.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)