موسكو ــ حبيب فوعاني
تعدّ قمة حلف شمال الأطلسي، التي بدأت أعمالها أمس في عاصمة لاتفيا، أول قمة للحلف تعقد في جمهورية سوفياتية سابقة، وأضخم حدث في هذه الدولة البلطيقية منذ نيلها الاستقلال عام 1991، حيث يحضرها ضيوف رفيعو المستوى من 25 دولة، بينهم 9 رؤساء و15 رئيس وزراء، الى جانب مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل.
وطغى الموضوع الأفغاني على جدول الأعمال في اليوم الأول من القمة، التي تعقد تحت عنوان الأطلسي كضامن عالمي للسلام في مختلف النقاط الساخنة في العالم.
وفي هذا السياق، ندد الأمين العام للأطلسي، ياب دي هوب شيفر، بعجز الحلفاء عن إرسال التعزيزات الضرورية لمواجهة عناصر طالبان. وأكد شيفر، قبل ساعات قليلة من بدء القمة، أن مهمة الحلف في أفغانستان قابلة للتحقيق.
ورغم اعترافه بالمخاطر الكبرى التي تعترض العملية العسكرية الأطلسية في أفغانستان، إلا أنه حذر من التهويل المبالغ فيه بشأن المصاعب، التي تواجه الحلف في هذا البلد. لكن الوفد الأميركي طالب في كواليس المؤتمر الجانب الألماني “بعدم تسكع القوات الألمانية” في الشمال الأفغاني الهادئ نسبياً وفرز قسم منها لمحاربة طالبان في الجنوب المشتعل، وهو ما يتشكك المراقبون في أن تلبيه المستشارة الألمانية في ظل الإدارة الأميركية الحالية الضعيفة.
ودعا شيفر إلى مشاركة أكبر من دول الحلف في عملية حفظ السلام في أفغانستان، وتقديم مساندة عسكرية ومادية أكبر له. وطلب زيادة عدد مجندي الحلف هناك بنسبة 20 في المئة، مشيراً إلى مقدرات كبرى غير مستخدمة في العلاقات مع روسيا، التي شدد على أنها جزء من أوروبا رغم أنها ليست عضواً في الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً لصحيفة “غازيتا رو” الروسية الإلكترونية، نقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في الوفد الفرنسي إلى قمة الأطلسي، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيأتي إلى ريغا لتهنئة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعيد ميلاده. وأكدت هذه المصادر للصحيفة إعطاء تأشيرة الدخول لبوتين، الذي يتوقع أن يصل اليوم إلى عاصمة لاتفيا.
وأقر المبعوث السري لسياسة واشنطن في بلدان أوروبا الوسطى وحوض البحر الأسود ورئيس مشروع الديموقراطية الانتقالية، بروس جاكسون، للصحيفة اللاتفية “دينا” بأن بوتين “سيخطف القمة” في حال مجيئه، لأن الجانب اللاتفي خطط “لأن تكون القمة خاتمة لمرحلة بناء أوروبا الموحدة”.
ووفقاً للصحيفة نفسها، فإن الجانب اللاتفي أصيب بصدمة بسبب خطوة الرئيس الفرنسي ودعوته بوتين إلى ريغا، لكنه لا يستطيع الاعتراض على ذلك.
وفي الدنمارك (ا ف ب، يو بي آي)، حثّ رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس دول حلف الأطلسي على مضاعفة جهودها في أفغانستان، معتبراً أن صدقية الحلف والأمن الدولي على المحك في هذا البلد.
وقال بلير «إن صدقية الحلف الأطلسي على المحك وإذا لم ننجح في أفغانستان فإن العالم بأسره سيصبح أقل أماناً»، مضيفاً «وحدها إشارة قوية من الحلف الأطلسي يمكن ان تساعد أفغانستان على التقدم».
إلى ذلك، دعا شيراك أوروبا إلى تحمّل نصيبها من أعباء الأطلسي. وقال، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” أمس، «إن الأوروبيين اتكلوا على حلفائهم الأميركيين فترة طويلة ويتعين عليهم الآن تحمل نصيبهم من الأعباء من خلال جعل طموحاتهم للاتحاد الأوروبي تتناسب مع الحلف لأن ذلك يمثل تضامناً يربط بين ضفتي الأطلسي».