طغت الشؤون الدينية على اليوم الثاني من زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى تركيا حيث عقد أول محادثات له مع بطريرك القسطنطينية برتلماوس الأول.ووصل البابا مساء أمس إلى اسطنبول، حيث سيقضي اليومين الباقيين من جولته، آتياً من أفسس، بعدما احتفل بقداسه الأول في تركيا في «بيت القديسة مريم»، أحد أبرز المعالم الدينية الكاثوليكية في تركيا، بمشاركة 500 شخص من أتراك وأجانب.
وقال البابا: “من هذه الضفة، من شبه جزيرة الأناضول الجسر الطبيعي بين القارات، ندعو إلى السلام والمصالحة قبل كل شيء للأشخاص الذين يسكنون هذه الأرض التي نسميها مقدسة، وهي كذلك بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين”، مضيفاً، في عظته التي ألقاها باللغة الإيطالية وترجمت إلى التركية، “السلام للبشرية جمعاء”.
واقتبس الحبر الأعظم جملة للبابا يوحنا الثالث والعشرين الذي كان يكن “تقديراً واحتراماً كبيرين للشعب التركي” قائلاً: “أحب الأتراك وأقدر المزايا الطبيعية لهذا الشعب الذي مهد من موقعه طريق الحضارة”.
وأضاف البابا: “أيها الإخوة والأخوات، أردت من خلال هذه الزيارة إسماع صوت المحبة والقرب الروحي للكنيسة الجامعة إلى المسيحيين الذين يشكلون هنا في تركيا أقلية صغيرة فعلاً تواجه يومياً الكثير من التحديات والصعوبات”.
ويوجد نحو مئة ألف مسيحي في تركيا، بينهم 25 ألف كاثوليكي. وتأمل الكنيسة الأرثوذكسية أن تشجع زيارة البابا أنقرة على احترام أكبر للأقليات المسيحية.
وكان في استقبال البابا في مطار اسطنبول الرؤساء الروحيون للطوائف المسيحية الثلاث: برتلماوس الأول عن الأرثوذكس وبطريرك الأرمن ميسروب الثاني والنائب البطريركي للسريان الأرثوذكس فيلوك. ومعروف أن المصالحة مع الأرثوذكس تشكل إحدى أولويات البابا منذ تنصيبه في نيسان 2005.
في هذا السياق، أصاب سلوك بابا الفاتيكان في أول أيام زيارته لتركيا الصحف المحلية في تركيا بالدهشة الإيجابية.
وكتبت صحيفة “حرييت” التركية واسعة الانتشار أن البابا بعث بـ“رسالة سلام ودعا إلى الحوار”، مشيرة إلى أن “زيارة البابا بدأت في أنقرة بالترحاب على عكس ما كان متوقعاً في الغرب”.
ووصفت الصحيفة تصريحات البابا، الذي كان يقال عنه إنه من أعداء تركيا، عن تأييده انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي بأنها “مفاجأة”.
غير أن التركيز في تركيا، التي يغلب على سكانها المسلمون، كان على تحركات مفاجئة من جانب البابا لدى وصوله تتعلق بتأييده جهود أنقرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإشادته بالدين الذي يشعر المسلمون بأنه أهانه في الماضي.
من جهة ثانية، دانت «دولة العراق الإسلامية»، التي أعلنها فرع تنظيم القاعدة في العراق، زيارة البابا لتركيا، مشيرة إلى أنها تندرج في إطار «الحملة الصليبية على الإسلام»، في بيان نشر أمس على شبكة الإنترنت.
وقال المتحدث الرسمي باسم «دولة العراق الإسلامية» إن «زيارة البابا تاتي تعبئة للحملة الصليبية على ديار الإسلام بعد فشل القادة الصليبيين في العراق وأفغانستان».
(رويترز، أ ب، د ب أ، أ ف ب)