رأى الرئيس السوري بشار الأسد، في حديث لصحيفة «البايس» الإسبانية أمس، ان «أحد أخطاء الدول الكبرى»، بالنسبة إلى الوضع في الشرق الأوسط، «أنها تتعامل مع الحدث بشكل زمني قصير»، مشيراً بذلك إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، ومشدداً على أن «أحد أسباب الحرب هو عدم فهم دور سوريا ومشاكل المنطقة، إضافة إلى عدم فهم دور اليونيفيل السابق».وجدد الأسد دعم سوريا لـ«اليونيفيل»، مذكّراً بتحذير دمشق من تقليص عديد القوة عام 2000. وأضاف أن «موقف سوريا المعلن من القرار 1701 هو أنه غير متوازن، لكن علينا التعامل مع إيجابياته»، مشيراً إلى وجود جوانب غامضة في القرار تأخذ تفسيرات إيجابية وسلبية. وشدد على ان «الحل النهائي يكمن في تحقيق السلام».
وأكد الاسد أن مشاركة القوات الاسبانية ضمن قوات اليونيفيل إيجابية، معرباً عن الثقة المتبادلة بين سوريا وإسبانيا وخصوصاً بعد تولي خوسيه لويس ثاباتيرو رئاسة الحكومة.
وأشار الرئيس السوري إلى أن أهم ما في القرار 1701 هو أن قوات اليونيفيل تعمل وفقاً للبند السادس لا السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ورأى أن دور أوروبا في السلام مهم وإن كان يبدو بعيداً، مشيراً إلى أن هذا الدور تراجع كثيراً في العام الماضي.
وحول عودة القوات الإسبانية إلى بلدها سالمة، قال الأسد «إن ذلك يعتمد على التزام إسبانيا والدول الأوروبية الأخرى بالموقف الحيادي، وليس كموقف الألمان، الذين قالوا إنهم يأتون لحماية إسرائيل». وأضاف «يجب ألا تأتي هذه القوات لتكون جزءاً من المشكلة اللبنانية»، موضحاً أنه «إذا صدر لاحقاً قرار عن مجلس الأمن يعتمد على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، تصبح هذه القوات جزءاً من المشكلة».
وفي شأن ضبط الحدود السورية اللبنانية، قال الأسد «قمنا بتعزيز الحدود مع لبنان، ولكن هذا أدى إلى نقل جزء من قوات حراسة الحدود مع العراق، وربما يصدر القرار 1800 لإعادة قواتنا من لبنان إلى العراق». وأشار إلى تعاون سوريا مع مسألة وجود تجهيزات تقنية لمراقبة الحدود، لكنه رأى «أن التجربة أثبتت أن المقاومة إذا كانت تحظى بدعم شعبي فإنها تستطيع الحصول على ما تريد، لذلك يجب عدم إضاعة الوقت في أشياء بسيطة».
واعتبر الأسد «أن لا خيار أمام الدول المهتمة إلا أن تثق بسوريا، لأنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية في التهريب، فلا قرارات الأمم المتحدة ولا كل التقنيات ولا جيوش العالم تستطيع أن تمنع هذه العملية».
وجدد الأسد دعم سوريا للمقاومة «ما دامت هناك أراض محتلة»، مشيراً إلى أن «قوة حزب الله ليست قوة عسكرية بالدرجة الأولى، بل هي قوة شعبية وليست محصورة بطائفة كما يصور البعض».وعن الشروط التي تجعل الدولة اللبنانية تسيطر على كل أراضيها، قال الأسد «إن الدولة هي التي من المفترض أن تمتلك قوة الردع، وعندما يتوافر ذلك، وتكون هناك دولة تمثل كل اللبنانيين، فإن الأمور تذهب في هذا الاتجاه».
وعن دور سوريا في منع إيصال الوضع في لبنان حافة الهاوية، قال الأسد «لا بد في البداية من أن نحدد السبب لكل ما حصل. البداية كانت القرار 1559 في مجلس الأمن، وعندما يصدر قرار عن مجلس الأمن يتدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما ينقسم البلد أو يذعن وتحديداً عندما يكون البلد فيه مشكلة في الأساس، انقسام طائفي أو سياسي، بالإضافة إلى الدور الدولي الخاطئ قبل اغتيال الحريري وبعد اغتياله». وتابع «موقفنا في سوريا من الوضع القائم في لبنان هو تشجيع الحوار اللبناني، لكن بكل تأكيد نحن نقف مع التوجهات التي نعتبرها توجهات وطنية لبنانية، محدداً التوجه الوطني بكل بساطة بمن لا يقبل التدخل الخارجي، لأن الانقسام الآن هو بين قوى لبنانية تعمل مع القوى الدولية وقوى لبنانية لا تعمل مع هذه القوى».
وعما يقلق سوريا بشأن تقرير سيرج براميرتس، قال الأسد «يقلقنا إذا كان لأهداف سياسية، أما إذا كان التوجه هو لمعرفة الجريمة فهذا شيء يخدمنا مباشرة ولمصلحتنا. والشيء المهم في التقرير هو أنه أظهر أن سوريا كانت متعاونة كما في التقرير الماضي».
(سانا)