بدا واضحاً أمس انقسام الأسرة الدولية إزاء الملف النووي الإيراني؛ روسيا، ومن خلفها الصين، تسعى إلى حل سلمي، في مقابل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومن خلفها الولايات المتحدة، التي ترغب بـ«التحرك بحزم»، وإن كان الموقف الفرنسي، بالتحديد، يحمل في طياته دلالات مرونة وتذبذب.وتوقع المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، ايمير جونز باري، أمس أن «يعود الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن الأسبوع المقبل» بسبب توقف المباحثات الإيرانية الأوروبية، موضحاً أن بريطانيا «ستناقش مع شركائها وأعضاء مجلس الأمن في أسس تبني المجلس إجراءات ضد إيران بموجب المادة 41».
وبموجب هذه المادة، من ميثاق الأمم المتحدة، يُمكن لمجلس الأمن الدولي فرض عقوبات ديبلوماسية واقتصادية لتطبيق قراراته.
ويأتي الموقف البريطاني قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية الدول الست الكبرى اليوم في لندن، حيث أفاد ديبلوماسي أوروبي أن «من المتوقع أن يخلص الاجتماع الى أن إيران لا تريد التفاوض واستنتاج انعكاسات» ذلك.
وفي سياق حملة التهويل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن على إيران أن تعلم بأن الأسرة الدولية «ستتحرك بحزم» إذا لم تعلق «أنشطتها النووية الحساسة».
وأضاف دوست بلازي، خلال مؤتمر صحافي، «سنقرر معاً العقوبات الواجب فرضها على إيران، لكن الأسرة الدولية تأمل الآن في أن ينتهز الإيرانيون الفرصة التاريخية».
غير أن الوزير الفرنسي شدد على واجب الأسرة الدولية في بذل قصارى الجهد لتجنب «مواجهة» مع طهران، موضحاً أن «باب الحوار» سيبقى مفتوحاً.
وفي وارسو، كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضة بلاده لفرض عقوبات على إيران.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي، إن «القانون الأميركي الأحادي بشأن العقوبات (على ايران) سيُعقّد العمل المشترك» للقوى الست، مضيفاً «يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لإقناع إيران ببدء المفاوضات. يجب حل هذه القضية ديبلوماسياً».
بدوره، أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، من روما حيث التقى وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما، عن أمله في مواصلة الحوار مع إيران، مشيراً في الوقت نفسه الى ان زمن التفاوض ليس «بلا نهاية».
أما داليما، فأعلن أن ايطاليا «تعمل على تشجيع ايران، وهي دولة كبرى، على قبول عرض المجتمع الدولي».
وفي طهران، دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الأوروبيين الى مواصلة الحوار، «لكن في إطار القانون والقواعد الدولية». ورأى نجاد، في خطاب شرقي طهران، أنه «لحسن الحظ، أعربت بعض الدول الأوروبية عن تأييدها للمفاوضات»، آملا أن «تقدّر تلك الدول الفرصة التي منحتها لها الأمة الإيرانية لتغير السياسة التي انتهجتها خلال السنوات الأخيرة».
الى ذلك، تسعى ايران لإبرام صفقات لتصدير النفط والغاز من والى آسيا الوسطى عبر أراضيها وموانئها.
وقال مدير شؤون بحر قزوين، محمود خاقاني، «يمكننا حالياً تسلم 200 ألف برميل يومياً من نفط قزوين وآسيا الوسطى. وبتكلفة ضئيلة يمكننا زيادة هذا الرقم إلى 500 ألف برميل يومياً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)