مقديشو ــ الأخبار
المحاكم الإسلامية في الصومال تتجه إلى إتمام سيطرتها على البلاد، وبدأت تستقطب «منشقين» عن الحكومة المركزية، في انقلاب بالمعادلة السياسية
فيما وصلت الميليشيات التابعة للمحاكم الإسلامية في الصومال إلى أقل من 20 كيلومتراً من معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية، التقى رئيس المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر عويس على مائدة سحور رمضانية أول من أمس 36 عضواً من البرلمان الموالي للسلطة، في ثاني لقاء بين الطرفين منذ تصاعد الدور السياسي والعسكري للمحاكم قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال قياديو المحاكم إن هذا الاجتماع بمثابة اعتراف فعلي بقوتها، وبوجود مخاوف حقيقية لدى أعضاء البرلمان والسلطة من مستقبلهم فى بيداوة.
وقال عضو الوفد ورئيس اللجنة المالية في البرلمان عبد الله حاج علي إنه «بسبب نقص الأمن في بيداوة، فقد قرر هو والوفد المرافق له الحضور إلى مقديشو»، مشيراً إلى أن الإسلاميين منفتحون على كل شيء، بما في ذلك اقتسام السلطة وتحقيق الأمن والاستقرار عبر المفاوضــــات من دون أي تدخل أجنبي. وتعهد بعدم العودة إلى بيداوة إلا بعد تحسّن وضعها الأمني وانسحاب القوات الأثيوبية منها.
وعلمت «الأخبار» أن أعضاء البرلمان قدموا لعويس أدلة على وجود قوات عسكرية إثيوبية في بيداوة. ونقل مصدر مسؤول عن أعضاء البرلمان الصومالي قولهم إن النفوذ الإثيوبي بدأ يتصاعد بين أركان السلطة الانتقالية وإن ثمة منافسة بين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته علي محمد جيدي على تعزيز العلاقات مع إثيوبيا وخطب ودها. وأشاروا إلى أن «اللوبي المرتبط بإثيوبيا بات يتولى زمام الأمور في بيداوة، بينما تراجع اللوبي العربي».
وانتقد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن ديناري هذا اللقاء، وقال، لـ «الأخبار»، إن «النواب لا يمثلون السلطة الانتقالية ولم يطلعوها مسبقاً على نيتهم التوجه إلى مقديشو». وشدد على أن حكومته عززت أخيراً الإجراءات الأمنية في المدينة لتوفير أكبر قدر ممكن من الحماية والأمن لجميع المقيمين فيها.
وأكد الشيخ عويس لـ «الأخبار» مجددا التزامه بالمشاركة فى الجولة الثالثة من مفاوضات السلام التي ترعاها الجامعة العربية والحكومة السودانية بين المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية والمقرر عقدها فى الثلاثين من الشهر الجاري فى العاصمة السودانية الخرطوم.
من جهة ثانية، رصدت تقارير واردة من كينيا أن أكثر من ألفي صومالي فروا عبر الحدود إلى كينيا خلال اليومين الماضيين وسط تقارير عن تقدم ميليشيات المحاكم الإسلامية إلى منطقة قريبة من معقل السلطة الانتقالية فى جنوب الصومال.
وتخشى منظمات إنسانية عديدة من أن يؤدي استمرار هذا النزوح إلى تفاقم الوضع الصحي والمعيشي المتدهور أساساً لمئات الآلاف من اللاجئين الصوماليين، الذين تركوا بلادهم فارين من جحيم الفوضى السياسية والعسكرية التي تسودها منذ سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري.