رفض الرئيس السوري بشار الأسد تقسيم دول المنطقة إلى “دول متشددة وأخرى معتدلة”، باعتبار أن “هذا التقسيم وضعه الاميركيون”، داعياً في الوقت نفسه إلى إعادة القمم السعودية المصرية السورية التي كانت تعقد في تسعينيات القرن الماضي.وشدد الأسد، في حديث تنشره اليوم صحيفة “الأنباء” الكويتية بالترتيب مع جريدة “الشبيبة” العمانية، على أنه “لا يضع نفسه ضمن معسكرات وأن من مصلحة الدول العربية أن تبني علاقات جيدة مع الدول المحيطة بها، والتي تعيش معها منذ آلاف السنين، بالاضافة إلى تعزيز الحوار بين الدول العربية وتلك الدول، لكي يكون ذلك وقوداً لتقوية العلاقات بين الجانبين”.
وعلّق الرئيس السوري على رفض وزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم أمام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في القاهرة مشاركة بلاده في أي محور ضد أي جانب من العرب وإعلانه أنه يمثل سوريا في المباحثات، قائلاً إن “هذا يؤكد ما قلته عن رفض فكرة المعسكرات لأننا سنتحول بذلك إلى وقود للصراع الدولي”.
وأضاف الأسد أنه “لا يعتبر أن الاجتماع موجه ضد سوريا”، فليس هناك من يستطيع أن يقنعه بأن “تلك الدول العربية اجتمعت للتآمر على سوريا”. ورأى أن “وجود مبادرات سلام اسرائيلية مع الفلسطينيين وغياب مثل تلك المبادرات مع الجانب السوري جزء من اللعبة الإسرائيلية ـــ الاميركية التي يُستخدم خلالها مسار ضد آخر ومعاقبة طرف بعدم تحريك مساره”. وأوضح الأسد “لو كانوا يرغبون في سلام شامل لكانوا اشركوا جميع الاطراف فيه لأن هذا ما يقتضيه الأمر لتحقيق الاستقرار والسلام الشامل”.
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، شدد على ضرورة “الابتعاد عن العواطف والتعامل مع إيران كدولة موجودة يجب التحاور معها”، مشيراً إلى أن “القنبلة الذرية عادة لا توجد لكي تستخدم، بل على العكس لتكون سلاح ردع”.
وأكد الأسد أن “ما يجب أن نقلق منه هو السلاح النووي الاسرائيلي، لأن هذا السلاح وجد لكي تستخدمه إسرائيل وهم يقولون إنهم كادوا يستخدمونه عام 1973”. وقال “إن الولايات المتحدة استغلت حرب حزب الله اللبناني مع إسرائيل لتقول إنها حرب ذات أجندة إيرانية بهدف زيادة عزلة إيران في المنطقة العربية والعودة إلى مرحلة القضية العربية ـــ الفارسية”، متسائلاً عن الاسباب التي “تمنع مشاركة إيران الفارسية للعرب في الجهود المبذولة من أجل حل القضية الفلسطينية”. وردا على سؤال عن موقفه إذا وقع اعتداء على دولة عربية من إيران، ردد الرئيس السوري إجابة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد عن تساؤل مماثل لمسؤول خليجي حيث قال “إذا كانت إيران ستعتدي على دول الخليج فإنني سأرسل جيشي.. فالشيء البديهي إن كنا نحن مؤمنين بمعاهدة الدفاع العربي المشترك أن تذهب كل الجيوش للدفاع، سواء كانت إيران المعتدية عليكم أو أي دولة أخرى”.
(أ ب، د ب أ)