اخترقت كوريا الشمالية أمس احتكار الدول الكبرى للسلاح النووي منذ الحرب العالمية الثانية، لتقلب الشكل التقليدي لــ«النادي النووي» رأساً على عقب، برغم أن باكستان والهند سبقتاها إلى ذلك، فأجرت تجربة ذرية، يبدو أنها أوقعت واشنطن في شرك عقيدتها، التي ادعت القدرة على القضاء على ما سمّته «محور الشر» فتخبّطت في العراق وشلّت أمام ايران، وها هي تتهيب بيونغ يانغ التي أصبحت قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب.وأعلنت كوريا الشمالية أمس أنها أجرت تجربة نووية تحت الارض تكلّلت بالنجاح ولم تؤدّ الى انبعاث أشعّة، معتبرة أنها «تمثّل حدثاً تاريخياً مشجّعاً ومرضياً للجيش الشعبي الكوري وللشعب الذي يأمل امتلاك وسائل دفاعية قوية ومستقلّة، وستساهم في الدفاع عن السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقتها»، فيما أشارت مصادر إلى أن كوريا الشمالية قد تكون في صدد إعداد تجربة نووية ثانية.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن «المركز العلمي للأبحاث أجرى بنجاح وأمان تجربة نووية تحت الارض في التاسع من تشرين الاول 2006»، مضيفة أن «التجربة النووية اجريت بنجاح حكمتنا وتقنيتنا بنسبة مئة في المئة». وتابعت أنه «جرى التأكد أنه لم يسجل خلال التجربة أي خطر لنشاط إشعاعي لأن التجربة أجريت طبقاً لاعتبارات علمية ولحسابات دقيقة».
وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن التجربة جرت في موقع هواديري قرب منطقة كيلجو (على بعد 30 كلومتراً من بيونغ ييري) عند الساعة 10:36 بالتوقيت المحلي (1:36 توقيت غرينيتش).
وقال مسؤولو الاستخبارات للبرلمان الكوري الجنوبي، إن التجربة اجريت على ما يبدو في نفق طوله 360 متراً في احد الجبال في شمال غرب قاعدة «موسودان» للصواريخ، مشيرين الى أنه «نظراً لارتفاع الجبل يبدو أن التجربة اجريت في نفق أفقي».
وأعلنت منظمة حظر التجارب النووية امس، أنها رصدت «حدثاً» بقوة اربع درجات على مقياس ريختر عند الساعة 01:35 بتوقيت غرينيتش في كوريا الشمالية.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن اجهزة استخبارات سيول قولها إنه «رصدت أنشطة غير عادية في شمال شرق كوريا الشمالية، وهو ما يدعو الى الاعتقاد بأن بيونغ يانغ قد تكون في صدد إعداد تجربة نووية ثانية».
وأشار مسؤول الاستخبارات الكورية الجنوبية كيم سيونغ ــ غيو، خلال جلسة استماع امام لجنة برلمانية، الى أن «هناك تحركات عربات شملت بين 30 و40 شخصاً في بيونغ ييري في منطقة كيلجو».
وأوضح المسؤول: «اعتباراً من الساعة 15:00 (06:00 بتوقيت غرينيتش) (أمس) حدثت تحركات غير اعتيادية في بيونغ ييري حيث كنا قد توقّعنا أن تجرى التجربة النووية الاولى». وأضاف: «نحن نتابع عن قرب التطورات هناك بهدف معرفة اذا كانت كوريا الشمالية تستعدّ لإجراء سلسلة تجارب كما فعلت الهند وباكستان».
وشوهدت عبر الأقمار الاصطناعية الكورية الجنوبية تحركات عربات وعمليات تفريغ كابلات في بيونغ ييري الشهر الماضي، الأمر الذي أثار جدلاً بشأن إجراء تجربة نووية.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية امس، أن كوريا الشمالية ابلغت روسيا بقرب تجربتها النووية الاولى قبل ساعتين من إجرائها، حسبما افادت وكالة «انترفاكس». وأوضح المسؤول أن «السفير الروسي في بيونغ يانغ أندري كارلوف، دُعي الى وزارة الخارجية الكورية الشمالية وسُلّم مذكرة في شأن التجربة النووية المقررة».
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف، إن قوة القنبلة النووية الكورية الشمالية بلغت ما بين «5 و15 كيلوطن» (اي ما بين خمسة آلاف و15 الف كيلوغرام من الـ«تي ان تي»).
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)