طهران ـــ الأخبار
تشهد العلاقات الاميركية الايرانية توتراً شديداً هذه الايام على خلفية الملف النووي الايراني، لكنها ليست السبب الوحيد في القطيعة والسجال السياسي المتواصل منذ 27 سنة، بل إن العداء بين الطرفين إنما نشأ من التجاذب والتناقض في الايديولوجيات والمصالح لدى الطرفين، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط. ومع ذلك، لم تنقطع الاتصالات نهائياً بينهما، وسجلت العديد من محاولات الاختراق الاميركية لجدار الممانعة الذي لم يتخلّ يوماً عن وصفه الادارة الاميركية بـ“الشيطان الاكبروحتى الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي، الذي يعتبره الاميركيون من الاصلاحيين، لم ينس وصف الادارة الاميركية بـ“الشيطان الاكبر” أثناء وجوده في نيويورك، رغم ان معارضيه يرون ان واشنطن لا تزال تراهن على الاصلاحيين كوسيلة لاختراق إيران من الداخل.
لهذا، فإن الكثير من الغموض يكتنف زيارة خاتمي الى الولايات المتحدة ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، وخاصة السرية منها، وبالتحديد مع مساعد وزيرة الخارجية نيكولاس بيرنز، ما استدعى رداً من خاتمي نفسه، الذي شدد على ان زيارته لأميركا إنما تمت تلبية لدعوة الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، معلناً أن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر طلب لقاءً معه ايضاً الا انه اعتذر بسبب برنامجه المكثف.
وذكر خاتمي، الذي يرأس مؤسسة حوار الحضارات، انه رفض دعوة لإلقاء كلمة أمام أعضاء لجنة السياسة الخارجية في الكونغرس، مشيراً الى أنه “لا مقترحات سرية” عرضت عليه أثناء لقاءاته ونقاشاته في نيويورك، علماً بأن المراقبين في طهران يعتقدون ان النبأ لو صح، وقد أكده دبلوماسيون اميركيون، فهو محاولة اميركية جديدة للتفاوض غير المباشر مع طهران عبر خاتمي، تمهيداً لحوار مباشر.
ويذكر أن خاتمي على علاقة وطيدة وتواصل دائم مع مرشد الجمهورية علي خامنئي، كما لا يزال رمزاً وزعيماً أساسياً للإصلاحيين في إيران. وهذا الحدث هو رسالة اخرى من واشنطن تؤكد استعدادها للحوار مع طهران حول كل المواضيع، ولا سيما الملف النووي، فيما يرى آخرون ان الشائعات التي تبثها بعض وسائل الاعلام البريطانية والاميركية تهدف الي تضخيم وزيادة الشقاق بين الاصلاحيين والمحافظين.
وما يثير الاستغراب ان الأمر لم يتوقف عند هذه اللقاءات السرية في واشنطن، فقد ذكر موقع “بازتاب” الالكتروني التابع لقائد الحرس السابق محسن رضائي، ان الناطق السابق باسم الخارجية الاميركية، جيمس روبين، قام الاسبوع الماضي بزيارة سرية لإيران، لم تنف أو تؤكد مصادر رسمية حتى الآن صحتها. غير ان مراسل قناة “سكاي نيوز” الاميركية في طهران، سيامك زند، اكد زيارة روبين مع زوجته كريستيان امانبور، الايرانية الاصل، وهي صحافية تعمل مع قناة “سي ان ان”. وقال “ان الهدف من الزيارة كان للسياحة ولقاء أقرباء عائلته”.