strong>كثرت في الآونة الأخيرة الأنباء عن لقاءات سرية بين مسؤولين عرب وآخرين إسرائيليين، وخاصة إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وأبرزها اجتماع سعودي ــ إسرائيلي في حضرة الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، إلا أن الرياض أكدت نفيها أي لقاء من هذا القبيلرأى ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز أن الأنباء التي ترددت عن لقاء مسؤولين سعوديين وإسرائيليين «مضحكة»، ونفى في الوقت نفسه وجود «طبعة جديدة» من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة ووضع حدّاً للحرب الأهلية اللبنانية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الامير سلطان قوله «من المضحك أن نسمع أن (مواطناً) سعودياً اجتمع مع إسرائيلي، فما بالك بالقيادة السعودية».
وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية قد قالت الخميس الماضي، إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت التقى، في الاسابيع الاخيرة، مسؤولاً سعودياً من العائلة المالكة في قصر الملك عبد الله الثاني في عمان.
وذكرت الصحيفة أن عبد الله الثاني ورئيس «الموساد» الإسرائيلي مئير داغان نظّما اللقاء، مشيرة إلى أنه استغرق ساعات، وتناول خصوصاً الأخطار الناجمة عن محاولة ايران امتلاك سلاح نووي وانتشار «الإرهاب الشيعي» في المنطقة. ونفت الحكومة الأردنية السبت هذه الأنباء، التي أشارت إلى أن الشخصية السعودية المذكورة قد تكون رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان.
وقال الأمير سلطان، من جهة أخرى، إن «اتفاق الطائف مثل الرجل الفاضل، لا يعاب أبداً، وهذا شيء يعرفه الإخوة في لبنان وأرجو من الله أن يتمّ تطبيق اتفاق الطائف بحكمة وعناية»، مشيراً إلى أن «المملكة تعمل كل ما في وسعها لمصلحة لبنان بما لا يتعارض مع مصالح أي دولة عربية أخرى».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد زار جدة أخيراً، حيث التقى الملك عبد الله، وتلقّى منه وعداً باستمرار السعودية في جهودها لحماية الاستقرار في لبنان، وتعزيز الوحدة بين أبنائه.
وفي شأن الوضع الفلسطيني، قال ولي العهد إن السعودية «قدمت مشروع الملك عبد الله بن عبدالعزيز للأمة العربية وأُقرّ في مؤتمر قمة بيروت العربية بالإجماع، وأقرّته دول العالم كلها ما عدا إسرائيل، ولا يزال إلى الآن هو المشروع الوحيد الذي يمكن أن يقضي على كل المشاكل بين إخواننا الفلسطينيين وبين إسرائيل».
الى ذلك، تحدث أكثر من مصدر سياسي لجريدة «الوطن» السعودية عن اهتمام غير مسبوق للقادة السياسيين والدينيين بإعلان مبادرة سعودية تجاه لبنان، بهدف تدعيم الاستقرار بين الأفرقاء والطوائف، وذلك «بالتزامن مع أداء دور فعال في تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا بما يحقق التوازن المطلوب في العلاقات بين البلدين».
ونقلت الصحيفة أمس عمّا سمّته «قطباً سياسياً» قوله إن «على اللبنانيين ألا يفوّتوا فرصة من هذا النوع قد لا تتكرر، خصوصاً أن الجميع يعلم مدى الضرر الكبير الذي أحدثته عرقلة المبادرة السعودية السابقة قبل أشهر».
(د ب أ، واس)