القاهرة ــ خالد محمود رمضان
حذّرت الجامعة العربية أمس من عدوان إسرائيلي على سوريا، معتبرة أن «الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لا يحتمل المزيد من التوتر وعدم الاستقرار بسبب هذه التهديدات المتكررة».
وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، السفير هشام يوسف، لـ «الأخبار»، إن «الجامعة العربية ضد أي تهديد اسرائيلي أو غيره لأي دولة عربية»، مشدداً على أن «ما تشهده المنطقة العربية حالياً من توترات سواء على صعيد العراق أو القضية الفلسطينية أو الملف اللبناني، لا يستقر مع إطلاق إسرائيل لتهديدات جديدة ضد سوريا أو أي دولة عربية أخرى».
ونفى يوسف أن تكون الجامعة العربية قد تلقّت أي معلومات أو مذكّرة رسمية من سوريا بشأن طبيعة هذه التهديدات، مشيراً إلى أن تلويح إسرائيل باستهدافها هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.
ولفت إلى أن الجامعة العربية تدعو في المقابل إلى حل المشاكل الإقليمية العالقة بأسلوب الحوار لا عبر إطلاق التهديدات الدعائية والإعلامية.
وشدّد يوسف على أن «الجامعة العربية سبق أن دعت إلى إجراء حوار مباشر بين إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ونظام الرئيس السوري بشار الأسد في إطار عقلاني يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات المصرية بشأن التهديدات لدمشق، استبعدت مصادر مصرية شنّ إسرائيل أي هجوم على سوريا، ورأت أن التهديدات الإسرائيلية تندرج في إطار الحملة الإعلامية والحرب النفسية المتبادلة بين الطرفين.
ويسود البرود العلاقات المصرية ــ السورية منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وخطاب الرئيس السوري بعد الحرب، الذي هاجم فيه مواقف الأنظمة العربية من العدوان.
من جهة ثانية، رحّب يوسف بتصريحات الأسد لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، التي قال فيها إن بلاده مستعدّة لإجراء محادثات مع إسرائيل، وإنها تريد حلًّا سلمياً للصراع في الشرق الأوسط. وقال إن «الموقف السوري ينسجم مع المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمم العربية السابقة».
وكان الأسد قد أعلن أن سوريا وإسرائيل يمكنهما العيش بسلام جنباً إلى جنب، وأن تقبل كل منهما بوجود الطرف الآخر، لكنه أشار إلى انه غير واثق من أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قوية بما يسمح أن تسعى لتحقيق السلام.
وكان الأسد قد حمل على الرئيس جورج بوش، معتبراً أنه لا يمكن أن يكون وسيطاً نزيهاً. وتساءل «كيف يمكنك أن تتحدث عن السلام والعزلة في الوقت نفسه؟... كيف تتحدث عن السلام وتتبنّى مبدأ الحرب الاستباقية؟». واتهم الغرب «بالاستعداد التام لجعل سوريا كبش فداء للمشكلات في الشرق الأوسط».