توسعت دائرة التحركات الدولية في موضوع تنفيذ قرار مجلس الأمن المتعلق بالسلاح النووي الكوري الشمالي ودعوة بيونغ يانغ إلى العودة للمفاوضات السداسية، في وقت ارتفعت وتيرة التشنج بين الكوريتين بعد أن اتهمت صحيفة كورية شمالية سيول بالخيانة، محذرة من وقوع حرب بين الجارتين.وأكدت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية «رودونغ سينمون» أمس أن «الخيانة» التي ارتكبتها كوريا الجنوبية بإقرارها العقوبات الدولية على جارتها ستؤدي بالعلاقات بين الكوريتين إلى “اختبار القوة والحرب”.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية أمس أن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ إيل ظهر للمرة الأولى منذ الإعلان عن إجراء بلاده أول تجاربها النووية الأسبوع الماضي .
وفي هذا السياق، نفى نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي لي كيو ــ هيونغ أمس المعلومات عن إبلاغ بيونغ يانغ لبكين عن تجربة نووية ثانية تنوي القيام بها، مضيفاً أن “هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة والصين لم تبلغ بمعلومات” من نوع كهذا.
وكان لي يرد على سؤال عن نبأ بثته مساء الثلاثاء محطة التلفزيون الأميركية “أن بي سي نيوز”، التي نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الكوري الشمالي ابلغ الصين أن بيونغ يانغ تنوي القيام بتجارب نووية أخرى تحت الأرض.
وفي سياق التحركات الدولية للضغط على كوريا الشمالية من خلال تنفيذ عقوبات وفق القرار الدولي الذي صدر السبت، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس في طوكيو استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن اليابان في مواجهة أي تهديد كوري شمالي.
وأضافت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الياباني تارو آسو: “تعهدنا العمل معاً وكذلك مع الدول الأخرى في سبيل التطبيق السريع والتنفيذ الفعال لكل إجراءات” القرار 1718.
ودعا وزير الخارجية الياباني، من جهته، كوريا الشمالية إلى ضبط النفس.
كما اتفق المسؤولان على دعوة كوريا الشمالية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات السداسية “من دون شروط”.
ومن المقرر أن تلتقي رايس اليوم رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه قبل أن تنتقل إلى سيول حيث ستدعو إلى حزم أكبر من جانب كوريا الجنوبية في مواجهة جارتها الشمالية، على أن تتوجه بعدها إلى بكين ثم موسكو.
وكانت روسيا قد دعت كوريا الشمالية أمس إلى اتخاذ “قرار عاقل” لتجنب سلوك “طريق المواجهة النووية” وللخروج من الأزمة.
من جهته، حذر رئيس الوفد الأميركي المفاوض في المحادثات السداسية كريستوفر هيل أمس كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية أخرى، مشيراً إلى أن ذلك سيُعَدُّ استفزازاً خطيراً.
وقال هيل، للصحافيين بعد انتهاء اجتماع استغرق ساعة مع وزير الوحدة الكوري الجنوبي لي يونغ سوك: “أعتقد أنني لا أملك معلومات إضافية أقدمها لكم سوى القول إنني أعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي كي يتحدث بكل صرامة وبصوت واحد”.
في هذا الوقت، أكدت الولايات المتحدة أمس أن مسؤولاً صينياً رفيعاً توجه إلى كوريا الشمالية، موضحة أنها تبلغت أمر هذه الزيارة مسبقاً
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس إن البرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية تشكل أكبر خطر على السلام العالمي، ويمكن أن تفجر سباقاً للتسلح النووي بين الدول المجاورة لهما.
ويرى خبراء غربيون أن كوريا الشمالية لم تبرهن بعد على أنها تملك خبرة إنتاج سلاح نووي رغم التجربة التي أجرتها في التاسع من تشرين الأول، وهذا ما يفسر سعيها ربما لإجراء تجربة ثانية.
وقال جوزف بيرموديز، من مجلة “جاينز ديفنس ويكلي” البريطانية المتخصصة، إن بيونغ يانغ قد تجري تجربة جديدة قريباً “لأن الأولى فشلت”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي اي)