أفسدت مجموعات من النقابات الأرجنتينية المتناحرة أول من أمس مراسم دفن الرئيس الراحل خوان دومينغو بيرون بعد اشتباكات استخدمت فيها العصي والزجاجات.واندلعت أعمال العنف، التي أدت إلى إصابة 40 شخصاً على الأقل، بعد ساعات من احتشاد آلاف الأرجنتينيين في شوارع بوينس آيرس لإلقاء نظرة على نعش بيرون، الذي وضع على عربة كبيرة للتوجه إلى ضريح جديد في المنتجع الذي كان يقضي فيه عطلات نهاية الأسبوع.
وكانت نقابات وزعماء في الحزب البيروني وراء هذه الخطوة بهدف جعل مكان دفنه أكثر ملاءمة لإحدى أبرز الشخصيات في البلاد. وقالوا إن بيرون كان يريد أن يدفن في هذا المنتجع ويأملون يوماً ما نقل رفات زوجته إيفا إلى جواره.
ولكن في الوقت الذي انتظر فيه مؤيدوه وصول رفاته، تراشق العشرات من أعضاء النقابات بالحجارة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات متفرقة. وأظهرت لقطات مصوّرة رجلاً واحداً على الأقل يطلق ناراً خلال الاشتباكات، التي اندلعت بسبب غضب بعض النقابات العمالية من عدم السماح لها بدخول المكان. وفي موقع آخر، ظهر ناشطون يحملون حجارة وعصياً يطارد بعضهم بعضاً في حديقة المزرعة الكبيرة.
وبعد اندلاع الاشتباكات ألغى الرئيس نستور كريشنر حضور مراسم الدفن.
وأعيد دفن نعش بيرون اخيراً، ولكن المئات غادروا المنطقة القريبة من المدفن، الذي بلغت تكلفته 1.3 مليون دولار والواقع في ضاحية سان فيسنتي في بوينس آيرس، قبل بدء المراسم.
وكان رفات بيرون اخرج الجمعة من مقبرة شاكاريتا في بوينس ايرس لينقل الى الضريح الجديد، لكن ايضاً من اجل اخذ عيّنة منه تسمح بالقيام بفحص للحمض الريبي النووي بناءً على طلب امرأة في الثانية والسبعين تدعى مارثا هوغادو تؤكد انها ابنته.
والدفن، هو الثالث للرئيس الراحل، بعد وفاته سنة 1974، حيث دفن بيرون في القصر الجمهوري. ولكن بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح زوجته الثانية سنة 1976 نُقل إلى المقبرة العائلية تخوفاً من تزايد مشاعر التكريم. وعام 1987، انتهكت حرمة قبره وأخرج الجثمان وقطعت يداه بواسطة منشار كهربائي.
وكان من المفترض أن يتوّج دفن الرفات يوماً من الاحتفالات المشحونة برموز سياسية قبل الانتخابات الرئاسية، التي تجري في العام المقبل.
ولكن الاحتفالات تحولت إلى عنف قال كثيرون إنه يعيد إلى الأذهان الأحداث التي وقعت عندما عاد الزعيم الأرجنتيني الراحل من فترة نفي طويلة في اسبانيا إلى بلده عام 1973. واشتبك أنصار متناحرون في ذلك الحين مع وصول طائرته إلى مطار بوينس ايرس الدولي.
وكان بيرون عقيداً سابقاً في الجيش وتولى الرئاسة لثلاث فترات وانتخب للمرة الأولى عام 1946 بعد سنة واحدة من سجنه لتزعم انقلاب عسكري. وثارت احتجاجات حاشدة من جانب مؤيديه ساهمت في إطلاق سراحه.
ومشاعر الهيبة والحزن، التي عمّت المشاركين في نقل الرفات، أوحت بأن بيرون توفي أمس وتفسر لماذا يبقى بيرون أكبر زعيم أرجنتيني معاصر.
(رويترز، أ ف ب، الأخبار)