واشنطن ــ الأخبار
اشتعلت حدة السباق بين مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري استعداداً لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، التي ستجرى في السابع من تشرين الثاني المقبل، في وقت تزداد هواجس البيت الأبيض من إمكانية خسارة الحزب الجمهوري لأكثريته في أحد مجلسي الكونغرس، إن لم يكن كليهما.
ويبذل البيت الأبيض جهداً كبيراً لاحتواء الفضائح الأخيرة لبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين، حتى لا تنعكس سلباً على مكانة المرشحين في الانتخابات.
وفي هذا السياق، تتوالى تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار مستشاريه، التي تؤكد على فوز الجمهوريين في الانتخابات، رغم اعتقادهم بإمكانية خسارة بعض المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.
ويعتقد كبير مستشاري بوش الاستراتيجيين، كارل روف، أن الخسارة قد تصل إلى فقدان نحو عشرة مقاعد في مجلس النواب، فيما يقول أعضاء جمهوريون إن الخسارة قد تصل إلى 25 مقعداً، وهو ما يعني سيطرة الديموقراطيين على المجلس.
ويتوقع روف أن يحقق الحزب الجمهوري نسبة إقبال عالية، رغم سخط الرأي العام من الحرب في العراق وفضائح الحزب في واشنطن. غير أن أحدث استطلاعات للرأي، قامت به صحيفة «يو إس إي توداي» ومعهد «غالوب»، ذكرت أن الحزب الديموقراطي متقدم بـ23 نقطة عن الحزب الجمهوري، بينما أشار استطلاع شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» إلى أن الحزب الديموقراطي متقدم بـ21 نقطة.
وقال الخبير في معهد بروكينغز في واشنطن ستيفين هاس إن «الديموقراطيين لم يحسنوا استغلال متاعب الجمهوريين ولم يقدموا بدائل. وإذا انهارت الأكثرية الجمهورية، فستكون لأسباب داخلية لا بضغط من المعارضة» الديموقراطية.
ويعتمد خبراء الحزب الجمهوري على الثقة في خروج الناخبين المؤيدين للحزب في يوم الانتخابات والنجاحات السابقة والتأثيرات الإيجابية للإنفاق الكبير على الدعاية الانتخابية، وخصوصاً أن الحزب قد نجح، كما يبدو، في الاحتفاظ بولاء اليمين المسيحي الأميركي الذي يشكل كتلة انتخابية لا تقل عن ربع الناخبين الجمهوريين تقريباً.
أما خبراء الحزب الديموقراطي فيعتمدون على كثافة الأصوات، مستغلين سخط الرأي العام على الحكومة الأميركية ومواقفها من الحرب على العراق والتأمينات الاجتماعية وأسعار البنزين والفضائح الأخيرة.
وقد حظر بوش على العاملين في البيت الأبيض الحديث عن آفاق خسارة الحزب لأكثريته في الكونغرس، قائلاً «سيكون لنا رئيس في مجلس النواب وزعيم للأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ».
ويرى المراقبون أن بوش كان هجومياً في حملات مرشحي الحزب لانتخابات التجديد النصفي في كل من الدورات الانتخابية لعامي 2002 و2004، بينما يتخذ موقفاً دفاعياً في هذه الانتخابات ويقدم الدعم لأعضاء الكونغرس المعرّضين للخسارة من الحزب الجمهوري.
ويرى محللون أن حماسة بوش لدعم مرشحي حزبه لا تستند فقط إلى دوافع حزبية وإيديولوجية، لكنه يبدو مدفوعاً أيضاً بمبررات براغماتية، حتى لا تتحول الفترة الباقية من رئاسته إلى فترة محاسبة عسيرة.
وقال مدير برنامج السياسة في معهد «كاتو» في واشنطن، تيد كاربنتر، «إن سيطرة الديموقراطيين على أحد مجلسي الكونغرس ستعني جلسات استماع وتحقيقات كثيرة حول سياسته الخارجية، وخصوصاً في العراق»، ما قد يحيل بوش في عاميه الباقيين إلى رئيس شبه مشلول عن اتخاذ قرارات حاسمة، أو ما يطلق عليه في مصطلح السياسة الأميركية «بطة عرجاء».
ويري خبراء ومحللون أن الديموقراطيين قد يستخدمون سيطرتهم على الكونغرس لمنع بوش من تنفيذ جدول أعماله، وإرغامه على الرد على أجندتهم وتدشين عهد جديد من الرقابة المتشددة والتحقيقات.
ويعتقد هؤلاء أن قانون بوش لخفض الضرائب قد لا يجدد، كما سيتم وقف محاولات بوش الخاصة بإحياء اقتراحه بخصخصة التأمينات الاجتماعية وسيتم وقف مساعي بوش لزيادة سلطاته في مجال الأمن القومي التي تتعارض مع المحافظة على الحريات المدنية.