حذّر خبراء سوريون من نشوب أزمة مياه في سوريا، مشيرين إلى أن حجم الاستهلاك المحلي من المياه سيتضاعف إلى 3 مرات خلال أقل من 50 سنة في ظل شح مائي متزايد نتيجة التبدلات المناخية على سطح الأرض.وقال خبير المياه والأستاذ الجامعي في سوريا، عادل عبد السلام، إن “موارد سوريا الأساسية من المياه تقدر بنحو 32 مليار متر مكعب سنوياً وتأتي من موارد الأنهار والمياه الجوفية والسطحية”. وأضاف أن “هذه الكمية من المياه لا تكفي لتلبية الاحتياجات السورية المحلية، ولا سيما على صعيد تطوير المشاريع التنموية المستقبليةوأشار عبد السلام إلى أن “المشكلة ستزداد حدة مع التزايد السكاني المتوقع، إذ إن عدد سكان سوريا الراهن، الذي يقارب 20 مليون نسمة، سيرتفع إلى 60 مليون نسمة في عام 2050”. وأضاف أن “بقاء الموارد المائية ثابتة لن يلبّي احتياجات هؤلاء السكان لاحقاً، بل إن الموارد الراهنة ستتناقص نتيجة التبدلات المناخية وارتفاع حرارة الأرض، ما يؤدي إلى مزيد من التبخر وعدم تعويض” الفواقد المائية.
واعتبر عبد السلام أن “استئثار جارات سوريا بكميات متزايدة من مياه الأحواض النهرية لأن المنابع من بلادها يسهم في تعزيز الفاقد المائي السوري، كما هو الحال في نهر الفرات ومياه الجولان المحتل”.
وقال عبد السلام إن “النسبة الكبرى من المياه السطحية في سوريا تتشكل من المياه الآتية من الدول المجاورة، حيث يعد نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويصب في العراق أهم مصدر مائي لسوريا”. وأضاف أن “تصريف النهر السنوي في سوريا يصل إلى 26 مليار متر مكعب سنوياً وذلك من أصل القدرة المائية لسوريا والمقدرة بـ 32 مليار متر مكعب سنوياً”.
ورأى الخبير السوري أن “الجولان وجبل الشيخ من أغنى المناطق السورية بالمياه وهما منطقتان تحتلهما إسرائيل”. وقدّر الكميات السنوية للأمطار والثلوج في تلك المنطقة بـ “1,2 مليار متر مكعب يبقى منها بعد التبخر 120 مليون متر مكعب”.
وقال النائب السابق في مجلس الشعب عن الجولان مدحت صالح إن “السلطات الإسرائيلية التي تحتل الجولان توفر نحو 30 في المئة من حاجتها من مياهه”. وأضاف أن “إسرائيل تستغل الآبار والتجمعات المائية والينابيع في الجولان وتحرم أهالي الجولان منها”.
(يو بي أي)