بول الأشقر
أدلى الناخبون البرازيليون أمس بأصواتهم في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، التي جرت بين الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ومنافسه جيرالدو ألكمين، وسط توقّعات بفوز الرئيس البرازيلي بولاية ثانية، إذ أظهرت استطلاعات رأي أجريت أول من أمس أن لولا سيحصل على نسبة 61 في المئة من الأصوات في مقابل 39 في المئة لمنافسه.
وصباح أمس، توجه كل من المرشحين برفقة قرينته ومناصريه إلى مراكز الاقتراع، حيث ضغطا على الزرّ الإلكتروني. وفيما أمضى ألكمين يردد في الساعات الأخيرة أنه يشعر بموجة آتية من الشارع قد تقلب النتيجة رأساً على عقب، بدا الرئيس لولا مطمئناً للنتيجة، واعتمد منذ نهار السبت لهجة الواثق من فوزه والمهتم بلملمة جراح المعركة الانتخابية القاسية.
وأيّاً كان الفائز، فهو يعلم أنه يفتقد إلى الأكثرية السياسية القادرة على تأمين استقرار الولاية، وأن الأشهر الباقية حتى نهايتها (تبدأ الولاية مع السنة الجديدة) سيتم تكريسها لحل هذه المعضلة.
وقبل منتصف الليل من نهار الجمعة إلى نهار السبت في البرازيل، انتهت المناظرة الأخيرة على تلفزيون غلوبو بين المرشحين، ومعها انتهت الدعاية الانتخابية، التي توقفت نهار السبت الذي يسبق الاقتراع، كما يحرّم بيع الكحول بدءاً من منتصف ليل السبت إلى الأحد حتى انتهاء عمليات الاقتراع.
وبما أن التشريع الانتخابي يمنع المهرجانات والخطابات وليس التنقل بسيارات مفتوحة أو مصافحة أيادي الناخبين، كرس المرشحان الساعات الأخيرة الباقية من يوم السبت لهذه النشاطات الانتخابية الصامتة، وأمضاها لولا في مدينة سان برناردو، وهي ضاحية من مدينة سان بولو، حيث بدأ عامل المخرطة سيرته النقابية والسياسية. وكان لولا قد احتفل نهار الجمعة في بيته في سان برناردو بعيد ولادته الواحد والستين.
أما ألكمين، فقد أمضى الساعات الأخيرة في مدينة ريو دي جانيرو، في محاولة أخيرة لقلب النتيجة التي كانت مؤاتية للولا في الدورة الأولى.
وجرت الانتخابات أمس أيضاً في عشر ولايات على مراكز الحاكميات، حيث لم تحسم النتيجة من الدورة الأولى، ومن بينها ولاية ريو دي جانيرو وولاية برنامبوكو.
وإذا كان من المرجح أن يفوز المرشحون المؤيدون للولا في أول حالتين، يرجح فوز مرشحة معارضة في الحالة الثالثة، التي سبق أن كانت معقلاً تاريخياً لحزب الشغيلة. ولكن استطلاعات الرأي، التي أجمعت كلها على إعطاء لولا تقدماً قد يتخطى العشرين نقطة مئوية، أي ما يوازي نحو 20 مليون صوت، جعلت المرشحين المؤيدين له في الولايات يجددون آمالهم، حتى إذا كانت استطلاعات الولاية تضعهم في مرتبة متأخرة.