strong>السلاح بات وسيلة من وسائل الإضراب، هذا ما كان حذر منه المسؤولون الفلسطينيون، وهو ما يُعدّ مؤشراً إلى احتمال انحراف الاحتجاجات المطلبية عن هدفها، وصولاً إلى ما لا تحمد عقباه.
غزة ــ الأخبار

خرج الإضراب الاحتجاجي الفلسطيني على توقف الرواتب، عن طابعه السلمي، بعدما دخل منتسبو الأجهزة الأمنية بحسب خطة، بدت كأنها “محاولة انقلابية” على حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي حاول التخفيف من حدة الصراع بالإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية.
وخرج نحو عشرة آلاف من منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية بسلاح رسمي، وبزات عسكرية في تظاهرة صاخبة ضد الحكومة الفلسطينية التي ترأسها حركة “حماس”.
وصدحت حناجر المتظاهرين من “الفتحاويين” بشعارات وهتافات جارحة ضد الحكومة ووزرائها، أقل هذه الهتافات حدة “يا أبو مازن يا حبيب خلصنا من المغاضيب”، و“يا للعار ويا للعار جعنا بعدك يا أبو عمار”.
ونال وزير الشؤون الخارجية محمود الزهار النصيب الأكبر من الشعارات والهتافات المهينة، منها “يا أبو عمار يا أبو عمار رجلك في ذقن الزهار”. واستهزأ شعار “ارحل ارحل يا هنية كيلو الزعتر صار بمية” من دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني الشهيرة “نأكل الزعتر والزيتون ولا نحني الهامات”.
وحاول المتظاهرون اقتحام مقر المجلس التشريعي، وحطم عشرات منهم النوافذ والواجهات الزجاجية لمقر المجلس في حي الرمال الراقي وسط مدينة غزة.
وتوجه المتظاهرون في مسيرة تقدمتها السيارات العسكرية، إلى حيث مقر الرئاسة، وهناك طالب أحد القادة العسكريين، في بيان تلاه بالنيابة عن منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية، “الرئيس محمود عباس بممارسة صلاحياته الدستورية بما يكفل توفير حياة كريمة للمواطنين”.
وتوجه المتظاهرون إلى مقر رئاسة الوزراء، وهتفوا ضد الحكومة وطالبوها بالاستقالة، من دون أن يخرج هنية أو أي من معاونيه لمحادثة المتظاهرين.
وفي هذه الأثناء، دخل الإضراب الشامل يومه الرابع على التوالي مع اتساع دائرة المشاركين. وعلى رغم الانقسام حول الالتزام بالإضراب، إلا أن «الشلل» بدا واضحاً في كل مناحي الحياة الفلسطينية.
في المقابل (أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)، قال هنية لصحيفة الـ«غارديان» البريطانية إن الأطراف الفلسطينية المختلفة أوشكت على تأسيس حكومة وحدة فلسطينية جديدة بقيادة «حماس». وأوضح «ستقود الغالبية في البرلمان الحكومة». وأشار إلى أن المحادثات المتعلقة باقتسام السلطة بين «حماس» وحركة «فتح» أوشكت على الانتهاء.
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور الإمارات حالياً، أن المفاوضات لإجراء عملية تبادل بين أسرى فلسطينيين والجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط “لم تثمر حتى الآن”.
ومن باريس، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع (أبو علاء) أن الإفراج عن شاليط يمكن أن يجري في إطار التبادل مع أسرى فلسطينيين ولن يقدم “هدية” لإسرائيل. وقال، في مؤتمر صحافي، “نتحدث اليوم عن تبادل لا عن إهداء”. وأضاف قريع أن مصر تقوم حالياً “بجهود كبيرة” في هذا الإطار.
وتابع “أعتقد أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا يبذلان جهوداً، لكن الطرف الرئيسي هو مصر”. وذكر أن الجانب الفلسطيني يعطي الأولوية للإفراج عن النساء والأطفال والمرضى والمسؤولين السياسيين المعتقلين لدى اسرائيل والمعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993.
في هذا السياق، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز إن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت سيدعو عباس الى لقائه خلال أيام. وأضاف “يجب أن نجري مفاوضات حول أساس خريطة الطريق”، إلا أنه أشار إلى أن هذا سيتم “فور حل مسألة الجندي المختطف”.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لـ“رويترز” إن الاسرائيليين لم يتصلوا بالجانب الفلسطيني بشأن الاجتماع.
إلى ذلك، قال مسؤولون أوروبيون إنه قد يُسحب مراقبو الاتحاد الأوروبي من معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر في وقت لاحق من هذا العام مع القلق من القيود الاسرائيلية التي تحدّ من قدرتهم على أداء عملهم. وقال مسؤول أوروبي “لا يمكننا أن نستمر على هذا النحو”.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن اسرائيل تمنع فتح معبر رفح من خلال منع المراقبين الأوروبيين من الوصول إليه متعللة بأسباب أمنية.
واعتقلت القوات الاسرائيلية أمس عضواً في الحرس الخاص التابع لعباس عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية. واعتقل محمود ضمرة، وهو قائد في القوة 17، قرب رام الله. وكان ضمرة، المعروف أيضاً باسم أبو عوض، منذ وقت طويل على قائمة اسرائيل للمطلوبين.
وهو متهم بتنظيم عمليات ضد اسرائيل لمصلحة “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة فتح.