صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس اعتداءاتها على الأراضي الفلسطينية، حيث استشهد أربعة مقاومين في الضفة الغربية، بعد أقل من 48 ساعة على استشهاد سبعة فلسطينين في قطاع غزة، في وقت أعلن فيه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش أن الولايات المتحدة تسعى إلى استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط.واستشهد أربعة فلسطينيين، بينهم مقاومان، وأصيب عشرة آخرون بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية توغل عسكرية في شمال الضفة الغربية. وأفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن جنوداً إسرائيليين يشاركون في عملية توغل في محلة قباطية قرب جنين، طوقوا منزلاً لجأ إليه مقاومون من “كتائب شهداء الأقصى” المنبثقة من حركة فتح. واستشهد المقاومان رشيد زكارنة (37 عاماً) وأشرف زكارنة برصاص جيش الاحتلال. كما استشهد العنصر في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية كامل زكارنة. والشهيد الرابع هو محمد أبو الرب (30 عاماً)، وأصيب إصابة قاتلة لدى وجوده في شارع قرب المنزل المحاصر.
وكان المقاومون الفلسطينيون قد اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين الذين تلقوا دعماً من مروحية حلقت فوق المكان، بحسب شهود.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن القوة الإسرائيلية دخلت قباطية وحاصرت بيتاً فيه ناشطون من كتائب شهداء الأقصى، وصفهم بأنهم مطلوبون للسلطات الإسرائيلية. وأضاف المصدر العسكري أن أياً من الجنود الإسرائيليين لم يصب خلال الاشتباكات والمواجهات في قباطية، حيث رشق مواطنون الجنود الإسرائيليين بالحجارة.
إلى ذلك، قال ديفيد ولش، في مقابلة مع وكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة تريد إحياء مباحثات السلام في الشرق الأوسط وإنها تساند بحذر جهوداً فلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف أن خطة «خريطة الطريق» للسلام في الشرق الاوسط لا تزال نقطة انطلاق صالحة لمباحثات السلام.
وأضاف ولش: «إذا كان لك أن تقرأها مرة أخرى اليوم فستجد أن بعض المواعيد النهائية والتواريخ غريبة وأنها انقضت، ولكن الأفكار التي تتضمنها ليست كذلك». وأضاف أن واشنطن ستعمل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية إذا التزمت المبادئ الثلاثة لرباعي الوساطة وهي: وقف العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة.
وفي ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قالت صحيفة إسرائيلية إن الصفقة لإطلاق سراحه أصبحت جاهزة، ولم يبق سوى موافقة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وادعت الصحيفة أن مشعل يتعرض لضغوط سورية وإيرانية لمواصلة التمسك بموقف صلب.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر ضالعة في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى قولها إنه «من ناحية الإيرانيين أصبح شاليط ورقة مساومة في الموضوع النووي، ولذلك فإنه ليس واضحاً بعد متى ستنفذ الصفقة».
وفي السياق، نفى وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الأنباء عن عدم وصول الجهود المصرية المبذولة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى مجموعات فلسطينية منذ حزيران إلى أي نتيجة، كما نفى وجود الجندي الأسير على الأراضي المصرية.
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي في القاهرة مع نظيرته البريطانية مارغريت بيكيت، إن “هناك سعياً مصرياً للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن مئات الفلسطينيين وعن هذا الجندي، طبقاً لعناصر الاتفاق المرجو”. وأضاف: “لم نصل بعد إلى هذه اللحظة التي يتحقق معها الأمر المطلوب”.
وأعلنت بيكيت، من جهتها، أنها “قلقة للغاية إزاء الوضع في الأراضي المحتلة وفي إسرائيل”. وقالت: “لا شك في أن حلاً يقوم على التفاوض هو الطريق الوحيدة التي يجب اتباعها. النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هو السبب الرئيسي لانعدام الاستقرار في المنطقة”.
(أ ب، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)