نفت سوريا بشدة أمس موافقتها على نشر قوات أوروبية على حدودها مع لبنان، وهو ما كان قد أعلنه رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، إلا أنها أشارت إلى الموافقة المبدئية على “مساعدة تقنية” للقوات السورية المنتشرة على الحدود.وقال وزير الإعلام السوري محسن بلال إن الاتصال الهاتفي الجمعة الماضي بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإيطالي لم يتطرق إلى نشر حرس حدود أوروبيين لمراقبة الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن الحديث كان عن تقديم إيطاليا لمساعدات فنية وتكنولوجية لقوات حرس الحدود السوريين فقط.
وشدد بلال على أن «أحداً لا يستطيع أن يفرض على سوريا قبول نشر قوات أجنبية على حدودها مع لبنان»، مشيراً إلى أن «القرار 1701 نص بشكل واضح على نشر قوات الطوارئ الدولية (العاملة في لبنان، يونيفيل) في منطقة الجنوب اللبناني». وأوضح أن «قرار مجلس الأمن 1701 المتعلق بوقف العمليات العسكرية بين إسرائيل ولبنان لم ينص على نشر قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية»، مشيراً إلى أن «الدولة المعتدية على لبنان هي إسرائيل وأن السوريين واللبنانيين عائلة واحدة وشعب واحد يعيشون في دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة».
كما نفى مصدر رسمي سوري أن تكون دمشق قد وافقت على نشر حرس حدود أوروبي على الحدود، خلافاً لما صرح به رئيس الحكومة الإيطالية. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إنه «في إطار استمرار المشاورات جرى اتصال هاتفي ثان ٍبين الأسد وبرودي تم الحديث خلاله عن المساعدة الفنية المزمع تقديمها إلى حرس الحدود السوريين بما في ذلك التدريب».
وكانت وكالة الأنباء الإيطالية «انسا» قالت إن برودي أجرى مساء أول من أمس محادثة هاتفية جديدة مع الأسد تناولت «تقويم» الاقتراح الإيطالي بنشر حرس حدود من الاتحاد الأوروبي على الحدود السورية اللبنانية.
وأعلن برودي أن الأسد وافق على وجود عسكريين أوروبيين عند الحدود السورية ــ اللبنانية لمنع نقل أسلحة. وقال برودي إنه اقترح على الأسد أن يقوم أفراد من الاتحاد الأوروبي بمراقبة الحدود بين سوريا ولبنان لمنع وصول شحنات أسلحة إلى حزب الله، وأضاف أن الأسد «وافق عليها بقوة من حيث المبدأ».
وأوضح برودي أنه لن يتم تسليح أفراد الاتحاد الأوروبي ولن يرتدوا زياً عسكرياً احتراماً للسيادة السورية وسيدعمون 500 من قوات حرس الحدود السورية التي تعهد الأسد نشرها بالفعل. وأضاف أن إرسال حرس من الاتحاد الأوروبي سوف «يقدم لإسرائيل ضماناً إضافياً بالأمن ويشير إلى استعداد دمشق للتعاون مع المجتمع الدولي لاستقرار الأوضاع في المنطقة».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، من جهته، في حديث إلى الإذاعة الفرنسية “أوروبا 1”، أن سوريا ستنشر كتيبة من جيشها على الحدود مع لبنان استجابة لمطالب دولية بزيادة عدد جنودها في تلك المناطق. وقال: “طلبنا زيادة عديد القوة العسكرية على الحدود، واتصل بي الأسد هاتفياً ليؤكد لي أنه سينشر كتيبة” إضافية على الحدود مع لبنان.
وأشار أنان إلى أنه اقترح “مساعدة تقنية من ألمانيا التي يمكنها أن تؤمن العتاد وتدرب الموظفين على كشف الأسلحة”. لكنه لم يفصح عن ردّ دمشق على هذا الاقتراح، مكتفياً بالقول: “سيقوم الألمان بالشيء نفسه في الجانب اللبناني”.
وتحدث أنان عن “لحظات صعبة” مرت خلال لقائه الأسد، وقال: “هناك قصة. فأنا من وضع القرار 1559 قيد التنفيذ”.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)