li>واشنطن تؤكد لتل أبيب ضرورة الحفاظ على “مكانة” السنيورة
  • يبدو أن الاتفاق الفلسطيني أثار استياء في الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تبذلان جهوداً حثيثة لتحريض طرف على آخر، ومحاصرة أي اتفاق وإجهاضه
    واشنطن ــ محمد دلبح

    اتفقت وزيرتا الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والإسرائيلية تسيبي ليفني أمس على وضع العراقيل في طريق حكومة الوحدة الفلسطينية، بعدما أعادتا طرح المطالب الدولية كشرط مسبق لرفع الحصار الدولي عن الأراضي الفلسطينية.
    لكن ملفات ليفني في واشنطن لم تقتصر على الوضع الفلسطيني، بل تضمنت إيران وسوريا ولبنان أيضاً، و“التهديد الذي تمثله هذه الدول على أمن إسرائيل”. ونقلت الإدارة الأميركية إلى إسرائيل حرصها على مكانة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
    وشددت رايس وليفني، خلال مؤتمر صحافي مشترك، على ضرورة أن “تعلن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بوضوح تخليها عن المقاومة المسلحة والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتزام كافة الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل”.
    وقالت رايس، بعد محادثاتها مع ليفني، التي استمرت نحو نصف ساعة: “نعتقد أن مبادئ اللجنة الرباعية تشكل توافقاً للمجتمع الدولي على طريق التقدم بين إسرائيل والفلسطينيين”، فيما قالت ليفني: “إننا نتوقع من السلطة الفلسطينية ومن الحكومة الجديدة أن تلبي بالكامل هذه الشروط ونراها غير قابلة للتفاوض”.
    وفيما أكدت رايس دعم الولايات المتحدة لعباس الذي “يمكن العمل معه” لأنه قبل بشروط اللجنة الرباعية، وهو أمر أكدته أيضاً ليفني بقولها: “إن إسرائيل كانت ولا تزال مستعدة للقاء محمود عباس لأننا نؤمن بإجراء مناقشات مع الذين يؤمنون بحل يقوم على دولتين”. لكنها أضافت أنه “ينبغي على أي حكومة جديدة تضم وزراء من حماس أن توافق صراحة على شروط اللجنة الرباعية”، داعية عباس إلى “ضرورة أن يقرر الآن إذا كانت السلطة الفلسطينية ستعمل بموجب شروطه أو شروط الإرهابيين”.
    ودعت رايس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الجنود الاسرائيليين الأسرى الثلاثة لدى حزب الله وحماس.
    إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي فريدريك جونز إن الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي شارك في محادثات في البيت الأبيض بين مستشاره للأمن القومي ستيفن هادلي وليفني، “كرر دعمه القوي لأمن إسرائيل”. وأضاف “أنه ناقش التهديدات التي يمثلها النظامان الإيراني والسوري”، موضحاً أنه “كرر اقتناعه بأن إقامة دولة فلسطينية مسالمة وديموقراطية ستفيد الإسرائيليين كما ستفيد الفلسطينيين”.
    ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مصادر أميركية حضرت الاجتماع قولها إن بوش أشار إلى “التهديد النووي الإيراني”، فيما رفضت ليفني التطرق إلى مضمون اللقاء.
    كما أفادت التقارير الإسرائيلية بأن رايس أبلغت نظيرتها الإسرائيلية أن الموعد النهائي أمام إيران قد انتهى، وأن ممثلي الدول الكبرى يعملون على صياغة نص قرار في مجلس الأمن في الموضوع الإيراني.
    ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن ليفني قولها بشأن القرار 1701، أنها متفائلة بشأن التنفيذ بعد المخاوف التي كانت في البداية نظراً لوجود قضايا غير متعلقة بإسرائيل والولايات المتحدة. وأشارت إلى أن “الوضع على الأرض يبعث على الرضا”، إلا أنها أوضحت أن هناك موضوعين أساسيين لم يُحلا بعد، وهما “إطلاق سراح الجنديين وحظر السلاح الذي يجب أن يحظى بالمعالجة”.
    وذكرت “هآرتس”، في معرض تغطيتها لزيارة ليفني، أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا لضيفتهم وفريقها أن الحفاظ على مكانة رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس السلطة الفلسطينية يأتي على رأس سلم الأولويات الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن بوش أعرب عن رضاه عن التقدم الديبلوماسي الحاصل في لبنان، وإلى أنه يرى في استقرار الحكومة اللبنانية الحالية اختباراً هاماً لسياسته في الشرق الأوسط.