strong>اكتفى البابا بنديكتوس السادس عشر في عظة الأحد أمس، بالإعراب عن أسفه وحزنه الشديد لما أثارته تصريحاته عن الاسلام، من دون أن يعتذر كما طالبه العالم الاسلامي، رغم تصاعد حدة الانتقادات واستدعاء مصر والعراق والكويت سفراء الفاتيكان لديها، وسحب المغرب سفيره لدى الحاضرة البابوية.رغم إبداء “الحبر الاعظم” أسفه وحزنه، تواصلت حركة الاحتجاجات لتأخذ أشكالاً مختلفة، منها ديبلوماسية تمثّلت بسحب سفراء واستدعائهم، ومنها إضرابات كما فعل طلاب الحوزات العلمية في ايران، فيما بدا “انها المرة الاولى التي يبدي فيها البابا اسفه” و“يتراجع” عن اقواله، وفق ما صرح به الخبير في شؤون الكنيسة في جامعة بولونيا الايطالية جوزيبي البيريغو.
وقال البابا في عظته أمس “انني حزين جدّاً لردود الفعل التي أثارتها فقرة صغيرة وردت في خطابي عُدّت مهينة لمشاعر المؤمنين المسلمين، فيما هي اقتباس عن نص يعود إلى القرون الوسطى ولا تعكس بأي شكل من الاشكال تفكيري الشخصي”.
وأعرب البابا في الكلمة التي ألقاها في كاستيل غاندولفو، عن أمله في أن يساهم تصريح سكرتير دولة الفاتيكان تارتشيتسيو برتوني، الذي ادلى به أول من امس، “في تهدئة الخواطر وتوضيح المعنى الحقيقي لخطابه الذي كان دعوة الى حوار صريح وصادق في اجواء من الاحترام المتبادل”.
وكان الكاردينال برتوني قد اعلن أن البابا “يأسف كثيراً” لأن اقواله عن الإسلام والجهاد “فسّرت بطريقة لا تعكس نياته”.
وفي تعليق لها على تصريحات البابا امس، رأت جماعة الإخوان المسلمين المصرية أن “هذه التصريحات الجديدة تمثل تراجعاً عما سبق، ونستطيع عدّها اعتذاراً كافياً”.
كذلك، رأى مجلس مسلمي بريطانيا، اكبر منظمة اسلامية في البلاد، أن توضيح الفاتيكان لمعاني محاضرة البابا “خطوة أولى” على الطريق الصحيحة.
إلا أن جمعيات وشخصيات إسلامية أخرى أبقت على مطالبتها البابا باعتذار صريح، وأوضح مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما ادّعى البابا.
كذلك، استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مكة التصريحات، واصفة إياها بأنها “تضمّنت مساساً بالإسلام ونبيّه محمد، وافتراءً على سيرته”.
كما دعا مجمع الفقه الإسلامي في الرياض، باسم علماء الدول الإسلامية وعموم المسلمين، البابا بنديكتوس السادس عشر إلى تقديم اعتذار عمّا صدر عنه من تصريحات.
وفي الجزائر، طالب وزير الاوقاف الجزائري بوعبد الله غلام الله، البابا بتقديم “اعتذارات” إلى المسلمين، فيما قال رئيس اساقفة الجزائر العاصمة إنه “يشعر بالاستياء”.
وفي العاصمة الايرانية، عبّر كبير اساقفة الارمن في طهران سبو سركيسيان، عن أسفه للإساءة إلى مشاعر المسلمين، مؤكّداً ضرورة الوحدة والتضامن بين أتباع الاديان السماوية، موضحاً أن “البابا هو زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم لا كل المسيحيين”.
واستدعي القاصد الرسولي (سفير الفاتيكان) إلى وزارة الخارجية في طهران امس. كما أعلن نحو 500 من طلاب المدارس الدينية في مدينة قم امس، إضراباً ليوم واحد احتجاجاً على تصريحات البابا.
وفي السياق نفسه، اعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غول امس، أنه يتوقع أن يزور البابا تركيا، كما كان مقرراً، في تشرين الثاني رغم الغضب الذي تفجر بين المسلمين في أنحاء العالم بسبب تصريحاته التي أدلى بها عن الإسلام.

(الأخبار، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)


الحاخام الأكبر
بعث حاخام السفاراديم (اليهود الشرقيين) الأكبر في إسرائيل شلومو عمّار برسالة إلى الشيخ يوسف القرضاوي في قطر، بواسطة زعيم الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ عبد الله نمر درويش، عبّر فيها عن أسفه لأقوال البابا. وأفاد موقع “هآرتس” أمس بأن الحاخام عمار كتب للشيخ القرضاوي أن “طريقنا هي احترام كل ديانة وكل أمة وشعب وفقاً لطريقتهم، وحتى عندما يكون هناك صراع بين شعوب لا يجب تحويله إلى حرب أديان”.
(يو بي آي)