نفت طهران أمس استعدادها لتعليق تخصيب اليورانيوم فترة محددة، معلنة أن الغرب أساء فهمها في هذا الصدد، فيما تقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك خطوة تجاه المطلب الإيراني بعدم القبول بأي شروط مسبقة، وخاصة عدم تعليق التخصيب قبل المفاوضات، بل خلالها.وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس، إن ما قيل عن قبول إيران تعليق التخصيب لفتره زمنية محددة هو عبارة «عن سوء فهم»، مشيراً الى أن بلاده «لم تتخذ أي قرار في هذا الشأن».
ورداً على سؤال إذا كان تعليق التخصيب اليورانيوم من المواضيع التي يمكن مناقشتها، قال الهام «يمكننا أن نحرز تقدماً في كل المسائل خلال المفاوضات في إطار منطقي ومبني على المبادئ الدولية. ليس هناك شيء لا يمكن حله، لكن عندما تبرز تهديدات وعندما تفرض شروط مسبقة، فهذا يخرج المفاوضات من مسارها الطبيعي».
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي أمس، إن واشنطن تريد أن ترى «تعليقاً (للتخصيب) يمكن التحقق منه حتى نستطيع البدء بالتفاوض حول تفاصيل الاتفاق الأوسع».
وسئل اذا كان التعليق يمكن أن يكون مؤقتاً، فأجاب المسؤول الأميركي «بالتأكيد هذا هو الأمر. تعليق يمكن التحقق منه حتى نستطيع أن نجري مناقشات. سيكون مستقبل برنامج التخصيب على المدى الطويل من القضايا التي ستتناولها هذه المناقشات».
في غضون ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس أن تتخلى الدول الست المكلفة الملف النووي الإيراني (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا) «عن اللجوء الى مجلس الأمن» بهدف فرض عقوبات، وأن «تتخلى إيران عن تخصيب اليورانيوم»، وذلك للسماح بحصول مفاوضات.
وقال شيراك، في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» الخاصة، «يجب أولاً التوصل الى جدول أعمال للمفاوضات ثم مباشرتها. وخلال هذه المفاوضات أقترح من جهة أن تتخلى الدول الست عن اللجوء الى مجلس الأمن ومن جهة أخرى أن تتخلى إيران خلال هذه المفاوضات عن تخصيب اليورانيوم».
وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها أحد القادة الأوروبيين بوضوح الى أن تعليق تخصيب اليورانيوم لم يعد «شرطاً مسبقاً» لبدء مفاوضات مع طهران، وبالتالي يمكن البدء بالمفاوضات ثم يجري تعليق التخصيب خلالها.
وذكر الرئيس الفرنسي أنه «لا يؤيد فرض عقوبات بالمطلق» وأنه «لاحظ أن العقوبات لا تأتي بنتيجة فعالة». لكنه أكد أنه لا يقصد أنه «يجب عدم اللجوء الى عقوبات، وإذا فرضت يجب أن تكون معتدلة ومناسبة». أضاف «يمكننا التوصل الى حلول عبر الحوار»، موضحاً «لست متشائماً».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الجهود الأوروبية لترتيب مفاوضات تشارك فيها إيران والولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة «متقدمة، لكن حساسة»، ولم يبق سوى عدد قليل من الخلافات لتسويتها أثناء اجتماع قادة العالم المشاركين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
من جهته، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة إلى المبادرة بإقامة علاقات ديبلوماسية مع بلاده لأنها «هي التي قطعت علاقاتها معنا». وقال نجاد، في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية، «لقد أرسلنا إليهم رسالة مطولة. نحن نقول إن الإدارة الأميركية يجب أن تغيّر من سلوكها وعند ذلك سيسوى كل شي‌ء».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)