أنهت القوات الإيطالية أمس مهمتها ضمن “القوات المتعددة الجنسيات” في العراق، وسلّمت أمس محافظة ذي قار إلى القوات العراقية، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن العراق بات أكثر خطورة من ذي قبل، وهو ما ترافق مع تصاعد أعمال العنف الطائفية التي حصدت أمس أكثر من 42 قتيلاً وعدداً من الجرحى. إلا أن الرئيس الأميركي جورج بوش تجاهل الوضع على الأرض، وأعرب أول من أمس عن رضاه عن أداء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، رغم دلائل على نفاد صبر واشنطن على عمل القادة العراقيين.
وقال بوش، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الاخبارية الأميركية: «إنني معجب بأداء المالكي. تحدثت معه ورأيت عملية صنع القرار التي وضعها»، في تصريحات تتناقض مع معلومات نقلتها وسائل الإعلام الأميركية أول من أمس تفيد بأن المالكي “يثير جنون” بوش.
وبدأت إيطاليا أمس الاستعدادات لإجلاء قواتها عن العراق نهائياً، بنقل مهمتها الأمنية للعراقيين. وقال المتحدث العسكري البريطاني، تشارلي بيربريدج، إن القوة الإيطالية البالغ قوامها 1600 جندي، والتي عملت تحت قيادة بريطانية، ستعود بالكامل إلى الوطن في غضون ثمانية أسابيع، بعدما سلمت قاعدتها في محافظة ذي قار الجنوبية إلى القوات العراقية.
وقال المالكي، خلال احتفال في الناصرية، عاصمة المحافظة، إن «هذا يوم عظيم في تاريخ العراق».
من جهته، قال السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد وقائد قوات الاحتلال الجنرال جورج كيسي إن الملف الأمني سيُنقل إلى القوات العراقية في عدد من المحافظات العراقية قريباً.
ميدانياً، قتل أمس 42 شخصاً، بينهم 24 من عناصر الأمن، وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين بجروح، في هجمات في بغداد والديوانية والفلوجة وبعقوبة والناصرية، وفقاً لمصادر أمنية عراقية ومصادر عسكرية أميركية.
من جهة أخرى، هدد التيار الصدري في الديوانية بالمقاومة احتجاجاً على اعتقال مساعد السيد مقتدى الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، من منزله في النجف مع عالم الدين باسم الغريفي.
وأعلن مكتب الصدر في النجف ان أربعة من مسؤولي التيار أوقفوا ليل الأربعاء ــ الخميس في المدينة، بينما نفى المتحدث باسم التيار الصدري في الكاظمية حازم الأعرجي في اتصال هاتفي مع « فرانس برس» أن يكون من بين الذين أوقفوا.
وقال مدير مكتب الصدر في الديوانية، الشيخ عبد الرزاق النداوي: “هناك محاصرة لمدينة الصدر الآن، والبصرة، ومن الواضح أنهم يريدون جر التيار الصدري إلى مواجهة عسكرية، نظراً لشعبية ووطنية هذا التيار».
وأضاف النداوي: “نحن نحاول قدر الإمكان ألّا ننجر إلى تلك المواجهة، ونحاول الآن سلوك طرق بديلة غير المواجهة المسلحة، وخصوصاً أننا على أبواب شهر رمضان المبارك، ونوصي أبناء التيار الصدري بألّا يفعلوا فعلاً أو يقولوا قولاً إلا بعد مراجعة الحوزة الناطقة، ونحن بصدد انتظار أوامر السيد مقتدى الصدر».
وفي الشأن السياسي، قال النداوي إن “الكتلة الصدرية طرحت مشروع جدولة الاحتلال، وهذا المشروع من المحتمل أن ينال الغالبية في البرلمان، وإذا رفض الأميركيون الجدولة، فإن المقاومة ستكون مشروعة من الناحية السياسية والقانونية”.
وفي سياق آخر، دانت محكمة الجنايات المركزية العراقية 35 مسلحاً خلال الأسبوع الأول من أيلول، وحكم على اثنين منهم بالسجن المؤبد، فيما اعتقل الجيش العراقي 67 مشتبهاً فيهم في أماكن متفرقة من العراق أول من أمس.
إلى ذلك، قال مدير دائرة الأمن الاتحادية الروسية رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب نيقولاي باتروشيف إن الأجهزة الخاصة الروسية تواصل البحث عن الإرهابيين الذين قتلوا خمسة من موظفي السفارة الروسية في العراق.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)