طهران ــــ الأخبار
تستعد الأحزاب والقوى السياسية في إيران لخوض معركة انتخابات أعضاء مجلس خبراء القيادة والبلديات في آن واحد. ورغم أهميه هذه الانتخابات، لكون مجلس الخبراء يُعنى بانتخاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أو التمديد له، وكذلك الانتخابات البلدية وتأثيرها من حيث التواصل المباشر مع الناس، إلا أن ثمة اعتقاداً بأن هذه الانتخابات، وبسبب تراجع حظوظ الإصلاحيين فيها، هي جولة تمهيديه أولى لخوض معركة أشرس في انتخابات مجلس الشورى المقبلة، قد ترسم مشهداً سياسياً داخلياً مختلفاً في البلاد.
فالفشل الذي مني به التيار الإصلاحي في انتخابات رئاسة الجمهورية وقبلها انتخابات مجلس الشورى، كان دافعاً لأقطاب هذا التيار للقيام بعملية نقد ذاتي وإعادة قراءة أسباب الإخفاقات والنتائج التي أدت إلى أفول الإصلاحيين وإخراجهم من دائره التأثير والقرار السياسي.
ويعتقد بعض وجوه هذا التيار أن تفرّق شمل الإصلاحيين أثناء الانتخابات وبعدها وعدم قدرتهم على ترتيب البيت الداخلي وغياب شخصيات قيادية لامعة كالرئيس محمد خاتمي أو أخيه محمد رضا خاتمي عن الساحة السياسية يجعل من الصعب على هذا التيار النهوض مجدداً، وخصوصاً بعد حالة الإحباط التي أصابت أعضاءه ومناصريه، واعتقاد غالبيتهم بأن الرئيس خاتمي والقيادة الإصلاحية أخفقت أو تخلت عن شعاراتها الإصلاحية، ما أفقدها الكثير من شعبيتها على مستوي الداخل.
هذا الغياب جعل من الرئيس السابق لمجلس الشورى، الشيخ مهدي كروبي، الشخصية الأولى والأبرز حتى الآن لدى القوى الإصلاحية، حيث قام بتشكيل حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم «ثقة الشعب» (اعتماد ملي)، وينضوي تحته عدد كبير من القيادات والرموز الإصلاحية، على أن يخوض الانتخابات البلدية ومجلس الخبراء بلائحة منفردة ومشتركة في آن.
وقال كروبي، في لقائه أمس مع قياديين من الإصلاحيين، إنه «لا يريد التفرد بلائحه واحدة ليطمئن بذلك القوى الإصلاحيه الأخرى، وستكون هذه المعركة بالطبع حامية في مواجهه التيار المحافظ وحزب الأصوليين، القوة الأبرز في هذا الجناح السياسي».
ونفى الرئيس السابق محمد خاتمي ما أشيع عن مشاركته في الانتخابات ترشيحاً أو أن يكون على لائحه الإصلاحيين. أضاف لصحيفه «همشهري» إنه رفض ترؤس أي لائحه انتخابيه وليس لديه معلومات عن التحالفات القائمة، لكنه أكد ضروره الائتلاف بين الفئات والقوى الإصلاحية لخوض معركه الانتخابات.
هذا التصريح لخاتمي كان سبقه هجوم قوي شنّه عليه معارضوه، على خلفيه زيارته إلى الولايات المتحدة، ولقاءاته ومواقفه التي أطلقها من هناك، الأمر الذي دفع اتحاد الطلاب المسلمين، القاعدة الشبابية والجامعية للإصلاحيين، إلى إصدار بيان استغرب فيه الاتهامات الموجهه إلى خاتمي، الذي «قدّم الفكر الإسلامي الأصيل والمعتدل أمام الأميركيين وناقشهم في عقر دارهم في جهد كان يتطلب آلاف المحاضرات والساعات لإيصاله الى الرأي العام الأميركي».
على أن أهم ما صدر عن خاتمي أثناء وجوده في أميركا، حسب البيان، هو «تأكيده أن الإداره الأميركية الراهنه هي الشيطان الأكبر والعدو رقم واحد للإسلام والثورة».
وينتهي تسجيل أسماء الراغبين في الترشح لعضويه مجلس الخبراء من العلماء «المجتهدين»، أو للمجالس البلدية بعد عشرة ايام، على أن يحدد لاحقاً موعد إجراء الانتخابات، التي يتوقع أن يشتد فيها السجال السياسي بين اللوائح والقوى المتنافسة بشأن صلاحيات مجلس صيانة الدستور (المجلس الدستوري)، المؤسسة المعنية بقبول طلبات المرشحين أو رفضها ضمن المعايير القانونية والدستورية، التي يتهمها الإصلاحيون بأنها تقوم بإصدار قرارات استصوابية واستنسابية تتعدي حدود الدستور. وتارة يطالبون بتقليص صلاحيات هذا المجلس الذي يضم اثني عشر عضواً «ستة فقهاء وستة حقوقيين» على خلفية الانتماءات السياسية والفكرية والتصاقها بالتيار المحافظ.