نفى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، أمس، أن تكون السياسة الخارجية لحكومته، بما فيها حرب العراق، هي السبب في الإرهاب. وأقر، خلال مؤتمر حزب العمال في مدينة مانشستر، بصعوبة التحالف مع الرئيس الأميركي جورج بوش، فيما دافعت وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت عن الموقف الذي اتخذته حكومتها إزاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وعدم دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار.وقال بلير “إنه من الصعب أحياناً أن يكون المرء الحليف المقرب” لجورج بوش، مضيفاً “لكننا في الحقيقة لا يمكننا أن ننجز ما نصبو إليه من دون أميركا أو أوروبا”.
وأضاف بلير أن الإرهاب “ليس ذنبنا، وليس نتيجة لسياستنا الخارجية. إنه تعدّ على طريقة عيشنا”. وقال “نحن الغربيين والعرب، المسيحيين والمسلمين، الذين يضعون قيم التسامح والاحترام والتعايش السلمي فوق هذا الحقد الطائفي، علينا أن ننضمّ لبعضنا البعض من أجل هزمهم (الارهابيين)”.
وحضّ بلير خلفاءه على وضع خلافاتهم جانباً والتركيز على ربح الانتخابات المقبلة، في كلمة وداعية مؤثرة لحزبه. ودافع عن سياساته التي اتبعها خلال تسع سنوات في السلطة، لكنه قال إن “الحزب يواجه تحديات مثل تغير المناخ، والجريمة المنظمة والإرهاب”. ودعا الى معالجة الانقسامات التي هزت الحزب هذا الشهر، عندما تمرد نواب عماليون لدفع بلير إلى التعهد بالرحيل عن السلطة خلال عام، قائلاً “في الحقيقة إنك لا تستطيع البقاء الى الأبد، لذلك من الطبيعي أن يكون هذا مؤتمري الأخير كقائد”.
وشددت مارغريت بيكيت، من جهتها، على دعمها لمساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي، ونفت التهم بأن السياسة الخارجية البريطانية والأميركية، وخصوصاً في ما يتعلق بـ“الحرب على الارهاب”، تستهدف الإسلام.
ودافعت بيكيت عن الموقف الذي اتخذته حكومتها إزاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وعدم دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، مضيفة “لقد عملنا منذ البداية وبشكل مكثف وراء الستار لتأمين التوصل إلى وقف ممكن ودائم لإطلاق النار منذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة في لبنان”.
في المقابل، هاجم عضو اللجنة التنفيذية الوطنية في حزب العمال، وولتر وولفغانغ، موقف بيكيت من الأزمة في لبنان، واتهمها بتلطيخ يديها بدماء الأبرياء.
وانتقد وزير الداخلية جون ريد، في حديث لصحيفة “التايمز”، قرار رئيس حكومته الإعلان مسبقاً بأنه سيترك منصبه في غضون عام، ووصفه بـ“القرار الطائش”. ونسبت الصحيفة إلى ريد قوله “إن حزب العمال سيتضرر من دون وجود رئيس الوزراء في الانتخابات العامة المقبلة لأن خسارته ستضع الحزب في موقع أضعف”.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع ديس براون، أمس، أن أفغانستان ليست “مهمة في طور الفشل”.
وقال براون، لمؤتمر حزب العمال، إن المجتمع الدولي يظل موحداً بشأن هدف القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف)، مضيفاً “نحن لا نغزو، نحن هناك بدعوة من حكومة منتخبة تملك الشرعية ودعم السكان”.

(اف ب،اب، يو بي أي)