باريس - بسّام الطيارة
فتح انسحاب رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان من سباق الترشح للرئاسة الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، الباب واسعاً أمام سيغولين رويال لكسب ترشيح حزبها. وبعد تردد دام ثلاثة أشهر، أبعد عنه أقرب المقربين وأربك القادة في الحزب الاشتراكي، أعلن جوسبان انه لن يترشح كي «لا يكون عامل انقسام في الحزب».
ويرد المراقبون «الترحيب الذي لاقاه انسحاب جوسبان» إلى تركيبة الحزب الاشتراكي منذ غياب الرئيس السابق فرنسوا ميتران، التي تعتمد على نظام التيارات داخل الحزب؛ فلكل مرشح من المرشحين المعلنين تيار يقوده ويمكن قياس تأثيره في الحزب من خلال التصويت الذي يجري على «مداخلة التيار» خلال المؤتمرات السنوية.
فقط سيغولين رويال رفضت أن تقود تياراً وفضلت أن تعتمد على «تواصل مباشر مع المحازبين والرأي العام خارج أطر الحزب».
وكذلك كان جوسبان يحظى بشعبية مهمة نوعاً ما من دون أن يكون له تيار خاص بحكم كونه «معتزلاً منذ فشله في الانتخابات الرئاسية الأخيرة». وقد استطاع أيضاً، عبر إطلالات إعلامية ومداخلات خارج إطار الحزب، أن يفرض نفسه بين مجموعة المرشحين للترشيح. وكان «قدماء الحزب» يظنون ان معركة الترشح ستكون مشابهة للمعارك السابقة، بحيث تجري تحالفات بين التيارات بحسب حجم كل منها، يسبقها نوع من البازار السياسي لتقاسم المناصب في الحزب والدولة إذا نجح المرشح. غير أن رفض رويال وجوسبان الدخول في «لعبة الفيلة»، كما تسميها الصحافة الفرنسية، قلب موازين القوى وحسابات جهاز الحزب الذي يقوده رفيق عمر رويال، فرنسوا هولاند.
ولم يعلن جوسبان دعمه لأي مرشح من بين الأربعة الباقين وهم جاك لانغ ودومينيك ستروس خان ورئيس الوزراء السابق لوران فابيوس والسكريتر الأول فرنسوا هولاند، الذي يتوقع العديد انسحابه لمصلحة رويال.
كما يتوقع أن يكون استمرار جاك لانغ فقط للوصول إلى بعض المكاسب خلال التفاوض الذي يسبق الانتخابات، بينما من غير المتوقع أن يتفق كل من ستروس خان مع فابيوس، فالأول يمثل الاشتراكيين الليبراليين في الحزب، بينما الثاني يمثل يسار الحزب.
ويرى البعض إمكان ترشح فابيوس من خارج الحزب الاشتراكي مدعوماً من الشيوعيين إذا جرى ترشيح سيغولين رويال رسمياً.
وقد سبق لفابيوس أن خرج عن خط الحزب خلال الاستفتاء بشأن الدستور الأوروبي، ودعا إلى التصويت بـ«لا»، وأسقط الدستور الأوروبي بتحالف أقصى اليمين مع أقصى اليسار. ويتفق الجميع على أن الحزب الاشتراكي لن يخرج من معركة الرئاسة سالماً مهما كانت النتيجة، فإذا ربحت رويال فهي تربح ضد الحزب بحسب برنامج شعبوي مبني على «قطيعة» مع سياسة الحزب السابقة. وإذا خسرت بسبب خروج فابيوس عن إجماع الحزب، فمن المحتمل أن تسعى إلى جمع مؤيديها في تنظيم جديد خارج إطار الحزب.