برلين ــ «الأخبار»
حذّر خبراء عسكريون ألمان من تلبية ألمانيا مطالب إسرائيل بالحصول على السلاح والتقنية العسكرية المتطوّرة.
وقالت خبيرة التسلّح في «معهد البحوث الأمنية والسلمية» التابع لجامعة هامبورغ، مارغريت يوهانسن، إن بيع السلاح الألماني إلى مناطق التوتر والنزاعات أمر محظور، وإن أي صفقة تسلح مع دول شرق أوسطية ستكون مخالفة لقوانين التجارة العسكرية التي تحظر بيع أسلحة ألمانية إلى مناطق النزاع والحروب في العالم.
وفي السياق، انتقد خبير التسلّح في «معهد برلين للدراسات الأمنية الأطلسية» أوتفريد ناساور موافقة ألمانيا على بيع إسرائيل غواصتين بحوالى مليار يورو. وكشف أن إسرائيل حصلت (رغم نفيها لهذه الصفقة)، ما بين العامين 1998 و2000 على ثلاث غواصات ألمانية متطورّة بمنصات لإطلاق صواريخ برؤوس ذرّية، ما يسمح لها بالمحافظة على تفوّق عسكري في الشرق الأوسط، ويضعها في مرتبة رابع قوة عسكرية في العالم.
وكان قد سبق لألمانيا أن خرقت قانون تجارة الأسلحة مع إسرائيل في مجالات ومناسبات وصفت بأنها «دفاعية عن أمن إسرائيل ووجودها»، فوافقت إبان حرب الخليج في العام 1991، على بيع إسرائيل شبكة صواريخ «باتريوت» لحمايتها من صواريخ «سكود» العراقية. وتذرعت ألمانيا في حينه بأن هذا الخرق للقانون، الذي يحظر بيع السلاح الألماني إلى الشرق الأوسط، قد حصل «بسبب التزام الحكومة الألمانية التاريخي بواجب حماية إسرائيل ووجودها وأمنها».
وتجدر الإشارة إلى أن علاقة «التسلح» بين ألمانيا وإسرائيل تنحصر عموماً في مجال المدرعات والدبابات والغواصات بالإضافة إلى تقنية المعدات المتطورة التي تسمح بالمشاهدة الليلية.
وفي الوقت الذي تحافظ فيه ألمانيا على سرّية علاقتها العسكرية بإسرائيل، لا تتورّع الحكومة الأميركية، وأيضاً بحجة الدفاع عن «أمن دولة إسرائيل ووجودها» وضرورات «التوازن العسكري في الشرق الأوسط»، عن الكشف بوضوح عن صفقة بيعها لإسرائيل، إبان حربها الأخيرة في لبنان، مئة قنبلة مدمّرة للملاجىء والتحصينات، يصل وزن القنبلة الواحدة إلى 2500 كيلوغرام، وهي مجهّزة برؤوس متفجرة ويمكن إطلاقها من على متن طائرات عسكرية أميركية من نوع (اف-15). وبلغت قيمة هذه الصفقة حوالى30 مليون دولار.
ويبرّر خبراء عسكريون في الولايات المتحدة صفقات الأسلحة الأميركية المتطورة إلى إسرائيل، بحجة إمكانية استخدام هذا السلاح المتطور كـ«وسيلة ضغط» إذا وقعت أي حرب مع إيران.
وفي رأي الخبراء العسكريين الأميركيين، ومنهم الخبير جون بايك، من منظمة «الأمن الكوني»، ومركزها ولاية فرجينيا، فإن تسليم إسرائيل قنابل تدميرية للحصون والملاجئ الذرية تحت الأرض، بإمكانه أن يساهم في أي حرب هدفها تحطيم الطاقة الذرّية الإيرانية، أو على الأقل، توجيه رسالة «إنذار خاص» إلى السلطة الإيرانية، يحذّرها من المضي في برامجها النووية.
وبحسب معلومات صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، فإن وحدات عسكرية إسرائيلية خاصة تقوم بتدريبات سرّية متطورة، للهجوم براً وجواً في وقت واحد، على المفاعل الذرّي الإيراني.
ولتسهيل عملية المناورات التدريبية، بُني مفاعل ذري بحسب نموذج المصانع الإيرانية، ليدمّر في المناورة التدريبية، بمساعدة طائرات (اف-15) الحربية الأميركية. وتشير صحيفة «صانداي تايمز» الى أن هذه المناورات العسكرية الإسرائيلية تجرى بمعرفة الإدارة الأميركية وموافقتها، وبأن هذا القرار كان قد اتخذه رئيس الورزاء الاسرائيلي آرييل شارون قبل مرضه، في اجتماع سرّي عقده مع اللجنة الأمنية الإسرائيلية في صحراء النقب.