لم تنتظر طهران الموعد الذي حددته للردّ على مجموعة حوافز الدول الكبرى، والذي يصادف اليوم، فأعلنت امس استحالة وقف التخصيب، بل باعتزامها مواصلته بوتيرة أعلى.الرد الأول جاء امس على لسان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، الذي اكد ان ايران ستواصل برنامجها النووي «بقوة». واعتبر خامنئي، امام المشاركين في مؤتمر حول الوحدة الاسلامية يجري حاليا في طهران بمشاركة ايرانيين واجانب، ان «قوى الاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة تخشى ان تتطور البلدان الاسلامية».
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، في بريتوريا، ان طهران «أكملت دراستها للمطالب الغربية وما زالت تأمل في التوصل الى حل شامل لهذه الأزمة بناء على التعاون والتفاوض واحترام حق ايران في امتلاك تكنولوجيا نووية».
وقال نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي انه «بعد التقدم التقني الذي حققه العلماء الايرانيون وفي الظروف الراهنة، بات تعليق عمليات اليورانيوم مستحيلا»، مشيرا، في المقابل، الى ان طهران «ستباشر قريبا انتاج المياه الثقيلة في مصنع اراك وسط البلاد بهدف تغذية المفاعل» الجاري تشييده في الموقع.
من ناحية أخرى، ذكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي امس ان المجلس قد يباشر اجراءات تهدف الى وقف عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت النووية الايرانية «اذا ما اشتدت الضغوط الدولية على الجمهورية الاسلامية او فرضت عقوبات عليها».
وفي أعقاب التصريحات الايرانية عن رفض عرض الدول الكبرى، حثَّ الرئيس الاميركي جورج بوش مجلس الامن الدولي على اتخاذ قرار سريع بفرض عقوبات على ايران في حال اصرت على موقفها الرافض من تعليق «التخصيب» بحلول نهاية المهلة المحددة لها في 31 اب الجاري. وقال بوش، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، ان «تحديد مهل امر جيد، لكن المهم فعليا هو الارادة»، مضيفا «لا بد من توقع نتائج عندما يسخر الناس من مجلس الامن الدولي».
أما وزارة الخارجية الفرنسية، فقالت امس ان باريس ما زالت تأمل في ان «تنتهز ايران» فرصة العرض الذي قدمته لها القوى الكبرى.
وكان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اعلن، في بيان في وقت سابق امس، في اعقاب مكالمة هاتفية مع مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني، ان الطرفين «مستعدان» لمواصلة الاتصالات.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار امس ان «قوة إيران الدفاعية تبعث على الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، ولا تشكل خطرا على‌ أي بلد».
( أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي أي)