القاهرة ـــ «الأخبار»
يبدو أن حادث اصطدام القطارين في قليوب، الذي أودى بحياة العشرات من المصريين أول من أمس، كان افتتاحاً لموسم كوارث تأتيهم من كل حدب وصوبفبعد ساعات من إقالة رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر حنفي عبد القوي، ووقف نائبه عيد مهران عن العمل بانتظار نتائج تحقيق حادث قليوب، انفصلت، في محطة «الفشن» (جنوبي القاهرة) أمس، قاطرة القطار الآتي من أسوان وانقلبت مودية بحياة السائق، لينضم الى قافلة شهداء السكك الحديدية التى ضمت 6 آلاف قتيل و21 ألف جريح خلال السنوات الست فقط.
وقبل أن يصل خبر قطار أسوان، كان الخوف يسيطر على وسط القاهرة عندما تصاعدت ألسنة اللهب والدخان من سنترال رمسيس، أحد أكبر أبنية المنطقة المزدحمة بالسكان والموظفين وطلاب تخليص الأوراق من الدوائر الحكومية.
وما زاد الرعب أن هذا السنترال هو المركز الرئيسي للاتصالات في القاهرة.
وأنقذ الدفاع المدني والمطافئ المبنى من الحرق الشامل، وبقيت الخسائر مادية، في حدود غرف التكييف التي احترقت بالكامل.
جحيم الكوارث يلاحق مصر، ويبدو أنها لن تتوقف عبر المطالبة باستقالة وزير النقل أو الصحة أو أي وزير آخر تتحول خدماته الى «مشروع موت». ولم ينته اليوم إلا وخبر صغير يمرّ على استحياء: انقلاب حافلة ركاب بالقرب من منطقة الصعدة (حوالى 390 كيلومتراً جنوبي شرقي القاهرة) الواقعة على الطريق بين منتجعي نويبع وشرم الشيخ جنوب سيناء، والحصيلة مقتل عشرة سياح من فلسطينيي الـ48 وإصابة 32 آخرين.
غارات الفساد تحصد الأبرياء على الطرقات وفي السكك الحديد وفي كل الأمكنة التي يجب أن تخضع لرقابة صارمة وصيانة مستمرة.