القاهرة ـــ عبد الحفيظ سعد
أطلق المجلس الأعلى للصحافة المصرية، برئاسة الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف، أمس، الطلقة الأولى فى معركة "شتيمة الرئيس" على صفحات الصحف المعارضة والمستقلةووجه المجلس بياناً إلى نقابة الصحافيين رأى فيه أن " الإساءة إلى رئيس الجمهورية خروج على آداب المهنة وعلى ميثاق الشرف الصحافي، و أنّه يجب على نقابة الصحافيين التصدي لذلك الخروج على الآداب".
مناسبة البيان، بحسب النص، هي تقرير لجنة الممارسة الصحافية الذي كشف عن "خروج إحدى الصحف الخاصة على آداب المهنة بالإساءة إلى رئيس الجمهورية"، في إشارة الى مانشيت صحيفة الكرامة "هل خان الرئيس مبارك مصر؟"، وهو المانشيت الذى فجر الأزمة.
وقال رئيس تحرير "الكرامة" لـ" الأخبار " " إننا لم نوجّه إهانه إلى رئيس الجمهورية من الأساس، بل إننا وجّهنا نقدنا إلى الرئيس في قضايا جديدة لأنه موظف عام يحتكر جميع السلطات وله صلاحيات لاحدود لها".
يتابع قنديل " فتحنا فى الصحيفة أربعة ملفات رئيسية، الأول يتعلق بالذمه المالية للرئيس وأسرته وأصهرته والمحيطين به، والثاني ملف توريث الحكم لنجله جمال مبارك، والثالث يتعلق بعدم شرعية الرئيس استناداً الى أنه جاء بانتخابات مزورة، وأخيراً توقفنا عند الدور الذى لعبه الرئيس فى الوصول بمصر الى الحالة السياسية والاقتصادية التى وصلت إليها، فكان من حقنا كما جاء فى الدستور أن نتهمه بالخيانة العظمى، ونحن لن نتراجع عن موقفنا ولن نتخلى عن مساحة حرية استقطعناها بصعوبة".
ومن المرجح أن توجه نقابة الصحافة، التي يغلب على أعضائها الناصريين واليساريين، اللوم الى صحيفة «الكرامة»، التي يرأسها النائب الناصري حمادين صباحي، وإلا فإن النقابة ستُعدّ في حكم المساهمة في حالة "الفوضى الصحافية".
ولعلّ هذا هو سبب الرد "المتحفظ" لسكرتير عام النقابة يحيى قلاش الذي قال «إن النقابة لم تتلق التقرير حتى الآن، ولكنها لن تحقق مع أي من الصحافيين أو أي جريدة بمجرد تهمة إهانه الرئيس»، مضيفاً إن النقابة «ستسعى إلى تأليف هيئة لتفعيل ميثاق الشرف الصحافي لبحث مختلف القضايا، لأن هناك صحفاً تابعة للحكومة تهين جميع الرموز الوطنية».
كلمة السر هنا، هي تفعيل ميثاق الشرف الصحافي، ليس فقط لحماية الرئيس من الشتيمة، ولكن لمنع الشتائم الموجهة في صحف الحكومة، وفي طليعتها "روز اليوسف " اليومية والأسبوعية، الى المعارضين والخارجين عن صف الحزب الحاكم.
ويبدو أن هناك تياراً يتبناه رؤساء تحرير صحف مستقلة يريد تهدئة الغضب الحكومي بسبب شتيمة الرئيس.
وهذا ما دفع إلى تأجيل اجتماع كان معداً أول من أمس في النقابة لرؤساء تحرير مستقلين تحت شعار « نزع أسلحة الشتائم من الطرفين».