باريس ــ بسّام الطيارة
القوات الدولية ورفع الحصار عن لبنان، كانت محور مباحثات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي لم تفوت الفرصة لإقحام إسرائيل في معركة الرئاسة الفرنسية، عبر إظهار دعم غير مباشر لمنافس الرئيس جاك شيراك وزير الداخلية نيكولا ساركوزي.
وحثت ليفني، بعد محادثات مع نظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي في باريس، المجتمع الدولي على “تحرك سريع جداً” لأن “الوقت يعمل لغير مصلحته”، وادعت أن الأمور تصبح أكثر صعوبة في حال التردد بتطبيق القرار ١٧٠١.
وبررت ليفني بقاء بعض القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية بتأخر انتشار القوات الدولية، مشددة على أن “الحظر المفروض على تسلح حزب الله ليس كاملاً بعد”.
وقالت ليفني إن إسرائيل دمرت في لبنان بنى تحتية «كان يستخدمها حزب الله» رداً على تقرير لمنظمة العفو الدولية اتهم اسرائيل بارتكاب “جرائم حرب”. وأضافت: “صحيح أن جسراً ما قد يستخدمه أيضاً سكان المنطقة، ولكن اذا كان هذا الجسر يستخدم لنقل اسلحة الى حزب الله سيستعملها لمهاجمة اسرائيل، فلا خيار امامنا سوى تدميره”.
ورأى دوست بلازي، من جهته، أن من الضروري “أن تصل القوات الدولية وتنتشر بسرعة، وأن تكون مهمتها على الأرض واضحة ومن دون التباس”. وأشار إلى “أن من مهام القوات المؤقتة العاملة في الجنوب اللبناني أن تفرض احترام حظر نقل الأسلحة على مستوى كل الحدود”.
وقال دوست بلازي، للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، إن “قوات يونيفيل المعززة ستكون امامها مهمتان. من ناحية، ستكون هناك لتمكين الجيش اللبناني من الانتشار (في الجنوب) ومن ناحية أخرى ستكون هناك لتأمين حظر السلاح على طول الحدود، وأكرر على طول الحدود”. وألمح دوست بلازي إلى أن باريس قد تشارك بمزيد من القوات بعد ان تتحدد شروط المهمة، وقال: “لا تستطيع ان تقرر هكذا إرسال آلاف الرجال”، مضيفاً أن الأمر يرجع الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ليقرر عدد الجنود الذين سيرسلهم الى لبنان.
وقبل أن تنتقل إلى إيطاليا، المرشحة لقيادة القوات الدولية، قالت ليفني: «إن إسرائيل تود أن تقود فرنسا القوات الدولية»، علماً بأن إسرائيل رحبت أول من أمس، على لسان رئيس الوزراء إيهود أولمرت، بتولي إيطاليا قيادة اليونيفيل.
وفسرت مصادر مطلعة زيارة ليفني بأنها تغطي «ما بعد انتشار طلائع القوات الدولية»، وأنها تريد معرفة اتجاهات الموقف الفرنسي قبل اجتماع بروكسل الذي هو «سيتجاوز» أيضاً «مسألة تشكيل القوات الدولية ومهمتها على الأرض وقواعد الاشتباك».
وتقول المصادر نفسها إن إسرائيل أكدت للجانب الفرنسي، المتخوف جداً من عودة القتال إلى جنوب لبنان، أنها تقوم بكل ما يلزم لتجنب عودة العنف، وأنها تطالب بالإسراع في إرسال القوات الدولية لتسريع عملية خروج قواتها ورفع الحصار عن لبنان.
والتقت ليفني رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان قبل أن تنتقل للقاء وزير الداخلية ساركوزي، المرشح الأبرز للرئاسة في اليمين. ويرى بعض المراقبين في هذه الزيارة “رسالة مبطّنة” لشيراك، وخصوصاً أن ساركوزي، المعروف بمواقفه القريبة من الأميركيين، والمنافس الرئيسي لتيار شيراك، يبحث عن “نافذة على السياسة الخارجية”، دعماً لصورته مرشحاً قادراً على أداء دور على الساحة الدولية.
كما يبدو أن أحد أهداف زيارة وزارة الداخلية هو إبراز جانب من ادعاءات إسرائيل بأن حربها على لبنان “كانت جزءاً من الحرب العالمية على الإرهاب”. في المقابل، يجلب استقبال ساركوزي للوزيرة اليهودية له دعماً في أوساط الجالية اليهودية مع اقتراب الانتخابات في الربيع المقبل. وأفيد أمس بأن الرئيس شيراك قطع إجازته وعاد إلى باريس حيث سيعقد اليوم اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر الذي يضم إليه كلاً من دوفيلبان وساركوزي ووزيرة الدفاع ميشال اليوم ماري.