بوادر صراع في الاتحاد الأوروبي حول “القرار الثاني” في مجلس الأمن الدولي، فأصوات رافضة بدأت تتصاعد باعتبار أن هذا القرار “غير ضروري”، منتقدة أداء الاتحاد في الأزمة اللبنانية، على قاعدة أنه لا يزال تابعاً للولايات المتحدة. لكن إلى أي مدي سيبقى تابعاً مع التحضير الجدي للقرار الجديد.باريس ــ الأخبار
بدأ الاتحاد الأوروبي، أمس، التحضير لاجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين غداً الجمعة، الذي سيخصص لبحث إصدار قرار ثان حول لبنان، تعارضه برلين وإن كانت تشدد على ضرورة توحّد الاتحاد حول إرسال قوات، وهو ما دعت إليه الدنمارك أيضاً، محذرة من اهتزاز مصداقية أوروبا.
وقالت مصادر ديبلوماسية في باريس إن البحث في خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل سيطال “المفاوضات التي بدأت بين القوى الكبرى”، وخصوصاً بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في ما يتعلق بقرار ثان هدفه “وضع الإطار السياسي للقوات الدولية في لبنان”، التي “سيعاد تحديد دورها وتوسيعه بشكل جذريوالتقى سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ25 في بروكسل، أمس، في مشاورات بشأن استعدادات وشروط إرسال جنود الى لبنان والتحضير لاجتماع يوم غد. وقال مصدر أوروبي إن “هناك هواجس تلقي بظلالها الكثيفة وهي تتمثّل في مهمات الأمم المتحدة التي انتهت بشكل سيء وحصيلة فاشلة”، مشيراً إلى ما جرى في البوسنة. أضاف المصدر نفسه “لتكون مهمات الأمم المتحدة فعّالة يجب أن يكون التفويض قوياً مع تسلسل قيادي بالغ الوضوح”.
في هذا السياق(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس ستيغ، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن حكومة بلاده ترى أن “من غير الضروري” التفكير في إمكان إصدار قرار ثان عن الأمم المتحدة حول لبنان. وقال إنه قد يكون للقرار 1701 “نقاط ضعف”، غير أن “الحكومة الألمانية دافعت دوماً عن ضرورة تطبيقه”، مشيراً إلى أن إقراره سمح بوضع حد لشهر من الحرب في لبنان.
أمّا وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزف يونغ، فقال في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، إن بلاده ترغب في أن يظهر الاتحاد الأوروبي الوحدة بخصوص قوة تابعة للأمم المتحدة في لبنان للمساعدة على ضمان «سلام دائم».
وفي كوبنهاغن، حثّ وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر، الذي تحظى بلاده بمقعد حالياً في مجلس الأمن، الدول الأوروبية على إرسال قوات فوراً لتعزيز قوة الأمم المتحدة، مؤكّداً أن مصداقية أوروبا على المحك. ورأى أنه «إذا قامت أوروبا بخطوة ناقصة فإن ذلك سيتسبّب بخيبة كبيرة».
وأكّد الوزير الدنماركي أن «هناك محاولة لخلق التباسات حول القرار 1701 هي غير موجودة في الأساس». أضاف «فجأة، صرّحت وزيرة الدفاع الفرنسية أن هناك عدم وضوح في ما يتعلق بمهمة هذه القوة والفرنسيون بالتالي لا يريدون الذهاب الى هناك إذا كان عليهم فقط أن يطلقوا النار دفاعاً عن النفس».
وفي لشبونة، أعلن وزير الدفاع البرتغالي نونو سيفيريانو تايكسيرا أن بلاده تدرس مشاركتها في القوات الدولية في لبنان (يونيفيل) مع “كثير من الحذر والشروط”. واشترط بشكل خاصّ “توضيح مهمة الأمم المتحدة بشكل لا لبس فيه والتزام الاتحاد الأوروبي”.


إندونيسيا «تطمئن» إسرائيل
وزير الخارجية الإندونيسي حسن ويراجودا أنه يجب ألا تقلق اسرائيل بشأن انضمام اندونيسيا الى القوة الدولية. وأضاف: «لدينا تاريخ وتقليد جيد بإرسال قوات في المهام السلمية». وأشار إلى أنه «اذا ارسلت الحكومة قوات سلام، فلن تحتاج أي مجموعة للذهاب من اجل الجهاد في لبنان».
(أ ف ب)