عمان ــ “الأخبار”
خصصت اللجنة المركزية لحركة “فتح” أمس، اجتماعاتها في عمان لبحث مصير حكومة الوحدة الوطنية، في ضوء الشروط المتبادلة التي يتقاذفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزارئه إسماعيل هنية. وحرص قياديو “فتح” على التخفيف من حدة شروط عباس ودعوة “حماس” إلى الاقتداء بحزب الله اللبناني لجهة “تجيير إنجازاته للدولة”، في وقت برز فيه فصيل جديد على الساحة الفلسطينية، أطلق على نفسه اسم “الجهاد المقدس”، معلناً مسؤوليته عن خطف الصحافيين الأجانب.
وبحثت “مركزية فتح”، خلال جلستين مغلقتين، الأوضاع التنظيمية والداخلية للحركة والاستعداد لعقد المؤتمر العام السادس للحركة بعد انقطاع دام 17 عاماً، فضلاً عن بحث الوضع السياسي في الأراضي الفلسطينية بما يتضمن تناول مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ونفى عضو اللجنة المركزية للحركة، عباس زكي، أن “تكون فتح قد رهنت موافقتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية بشرط اعتراف حركة المقاومة الإسلامية حماس بإسرائيل”، مضيفاً “نتمنى على حماس أن تقلد حزب الله الذي جيّر إنجازاته بإسم الشعب والمجهود اللبناني من منطلق أن الاحتلال يستهدفنا جميعاًوشدد رئيس حركة “فتح” فاروق القدومي على دعم الحركة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس مشاركة جميع فصائل المقاومة. ونفى وجود أي خلافات أو انقسامات في صفوف الحركة، مدرجاً إياها ضمن سياق الاجتهادات الطبيعية في ظل مرحلة هامة وخطيرة تعصف بالمنطقة حالياً. وأبلغت مصادر فلسطينية “الأخبار” أن الاجتماعات ستخرج ببرنامج سياسي شامل يستند إلى المبادرة العربية للسلام، ويتلاءم بحسبها مع الواقع الراهن ومخرجات الوضع السياسي الحالي.
في غضون ذلك، تبنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها “كتائب الجهاد المقدس” خطف صحافيين يعملان لقناة “فوكس نيوز” الاميركية في غزة، وطالبت بالافراج عن المسلمين الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في غضون 72ساعة في مقابل الافراج عنهما. وقالت، في بيان سلم إلى وسائل إعلام في غزة مرفقاً بنسختين عن هوية الصحافيين وبطاقتيهما وبشريط مصور يظهر الصحافيين المخطوفين وهما أميركي ونيوزلندي، “ها هي الفرصة نعطيكم إياها والله أعلم بعدة تكرارها: سنفدي أسرى وأسيرات المسلمين في سجون اميركا بمن عندنا من اسرى. والجزاء من جنس العمل”.
ويظهر الشريط المصور المرافق للبيان الصحافيين بلباس رياضي وهما يؤكدان، بالانكليزية، أنهما في صحة جيدة ويعاملان جيداً، وطلبا من حكومتيهما بذل كل ما بوسعهما للإفراج عنهما.
وقال وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، بعد لقائه وفداً نيوزيلاندياً يرأسه السفير بيتر وايدر، “هناك متابعة يومية لهذا الموضوع، وجميع الاجهزة الامنية في حال استنفار منذ اليوم الاول لعملية الخطف”. وأضاف ان الاجهزة الامنية تتابع “اعتقال مجموعة من المشبوهين في هذه القضية”، مؤكداً ان “الحكومة معنية بالحفاظ على سلامة المخطوفين وعلى حياتهما”.
ورفضت الولايات المتحدة مطالب المجموعة الفلسطينية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية «كما أعلنا ذلك دائماً، لن نتنازل للإرهابيين ونواصل المطالبة بالافراج عن هذين الصحافيين من دون شروط».
إلى ذلك، أصيب قائد الجناح العسكري في حركة الجهاد الاسلامي في منطقة جنين شمال الضفة الغربية، حسام جرادات، بجروح بالغة برصاص جنود إسرائيليين، بحسب مصادر في حركة الجهاد ومصدر امني فلسطيني.