القاهرة ــ خالد محمود رمضان
شنّ الرئيس المصري حسني مبارك أمس هجوماً «مبطّناً» على الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً بالتحديد إلى أن «أعصابه قوية»، وذلك ليطمئن رئيس تحرير جريدة «الاهرام المسائي»، الذى كان مشغولاً بتأثير تصريحات الرؤساء العرب المنتقدة للموقف المصري في حرب لبنان.
وهاجم مبارك منتقديه، من دون أن يسمّيهم، وقال «أسأل الله الهداية لكل من تفلت أعصابه ويؤدّي ذلك إلى انفلات لسانه. فنحن أمام تحديات صعبة تحتاج إلى عقول حكيمة في المقام الأول».
وسعى الرئيس المصري مجدّداً إلى إبراء ذمته السياسية بشأن الانتقادات التي تعرض لها بسبب غياب دور مصر خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، ورأى أن هذه الانتقادات «فرية كبرى». وأضاف: «نحن في قلب الأزمة منذ بدايتها. وكان موقفنا واضحاً وصريحاً في مؤازرة لبنان‏‏ وإدانة العدوان الإسرائيلي. ولقد كانت ثقتي، ولا تزال، في أن لبنان باستطاعته أن يتجاوز محنة العدوان. وأن يعود قوياً وصلباً».
وقال مبارك ان «مصر أكبر من أن يزايد أحد على عروبتها وعلى عمق التزامها بمسؤولياتها القومية». وأضاف: «أكثر ما يغيب عن البعض أن الحفاظ على قوة مصر هو أكبر ضمانات الأمن العربي والأمن الإقليمي،‏‏ ومن يتابع سلسلة اتصالاتي ومحادثاتي المباشرة مع القادة العرب يجد أنها تنصبّ على هدف أساسي هو العمل على بناء تضامن حقيقي بالمواقف والأفعال‏‏ لا بالشعارات والأقوال».
‏وأعرب الرئيس المصري عن‏ اعتقاده بأن على إسرائيل أن تدرك أن سياسة العصا الغليظة‏‏ لن توفر أمناً ولا سلاماً ولا استقراراً،‏ وأن عليها أن تعود إلى طريق التفاوض والحوار بحثاً عن سلام وأمن متكافئين للجميع‏.‏ وقال إن «الشرعية الدولية للأمة العربية هي اختيار‏‏ وليست اضطرارا‏ً، ومهما تكن ملاحظاتنا على ازدواجية المعايير، فإن من مصلحتنا تجديد التأكيد على احترام الشرعية الدولية،‏‏ وقد يكون ذلك مدخلاً جيداً للاستشهاد به عند إعادة عرض القضية الفلسطينية على مجلس الأمن بطلب من المجموعة العربية خلال الفترة المقبلة»‏.‏
وسئل هل أدّت الأزمة اللبنانية إلى تقليل الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية؟ فقال إن «القضية الفلسطينية ستظل هي الشغل الشاغل لمصر لأنها جوهر الصراع في المنطقة ولبّه».
وعلمت «الأخبار» أن قمة مصرية أردنية هي برسم التحضير، في أعقاب اتصال هاتفي، هو الثاني من نوعه خلال يومين، بين مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني تناول مستجدّات الأوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية. وقالت مصادر مصرية إنه من المقرر أن يزور الملك الأردني مصر لإجراء محادثات مع مبارك في إطار الاتصالات التي تجريها القاهرة مع مختلف العواصم العربية حيال هذه التطورات.