القاهرة ــ خالد محمود رمضان
نأت الحكومة المصرية بنفسها عن الحملة الصحافية المتواصلة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، التي كان آخرها أمس في صحيفة «الجمهورية» الرسمية، التي وصفت الرئيس السوري بـ«الدبة التي قتلت صاحبها» وقارنت بينه وبين لاعب كرة محلي.
وقال مسؤول مصري رفيع المستوى، لـ «الأخبار»، إن ما تكتبه الصحف لا يعبر بالضرورة عن توجهات الدولة المصرية، وهو مجرد حرية تعبير عن الرأي. لكنه رفض في المقابل الرد على سؤال بشأن تزامن هذه الانتقادات وظهورها في صحف رسمية عديدة تسيطر عليها الحكومة المصرية. وقال إن مسؤولاً مصرياًً واحداً لم تصدر عنه أي تصريحات مناوئة لسوريا، وهذا يكفى للتدليل على أن «لا حملة ولا من يحزنونوفى مقال بعنوان «ماذا يجمع بشار وعبد الظاهر السقا؟»، المدافع في منتخب مصر لكرة القدم الذي اشتهر بأخطائه الدفاعية القاتلة، كتب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» محمد علي إبراهيم أن «الرئيس السوري في خطابه قد كشف عن نياته الحقيقية إزاء لبنان». وقال: «إنه يريد إسقاط قوى 14 آذار والحكومة القائمة وذلك عندما أعلن أن المعركة الحقيقية بدأت. إنه إعلان حرب صريح طرحه بشار على حلفائه في لبنان طالباً منهم أن يتبنوه ضد شركاء لهم في الوطن». ورأى إبراهيم أن «بشار الأسد بحملته تلك أصبح مثل الدبة التي قتلت صاحبها. فهو يحرج حزب الله الذي يبني استراتيجيته الآن على التضحيات الكبرى التي قدمها في مواجهة إسرائيل ودفاعاً عن السيادة اللبنانية». وأضاف: «لا أعرف لماذا ينتابني شعور بأن الأسد بالخطاب الذي ألقاه كان أشبه بلاعب الكرة عبد الظاهر السقا المتخصص في إدخال الكرة في مرمى فريقه والذي يتسبب في خسارتنا بنيران صديقه». وتابع: «للأسف، إن النصر الذي حققه حزب الله سرقه منه بشار الأسد. والتاريخ يقول دائماً إن السوريين ماهرون في سرقة النصر. ففي العام 1976، انتزع (الرئيس الراحل) حافظ الأسد الأب نصراً من حلفائه اللبنانيين والفلسطينيين في الحرب الأهلية. ونسبه إلى سوريا. وكان هذا سبباً في استمرار وجودها في لبنان منذ ذلك العام».