strong>إيران تُطلق تحدّياتها في كل اتجاه، وتتمسك بحقها في تخصيب اليوارنيوم حتى آخر الدرب، إلا أن تلك التحديات تأتي في موازاة لهجة ليِّنة من التطمينات، أقلّ ما يقال، في تحليلها، إنها لا يمكن أن تصدر عن ضعيف يتخبط في تهديداته، بل عن مقتدر نووي أصبح في آخر الدرب.قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لإيران لتعليق تخصيب اليورانيوم، واصلت طهران التدرج في موقفها صعوداً، مقتربة من «الذروة»، عبر تحدّ علني لمجلس الأمن، الذي ولّى زمنه كأداة في يد الدول الكبرى، بحسب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وفيما رأى أنه «من غير المرجح» أن يقوم المجلس بالتحرك ضد إيران بسبب برنامجها النووي، قال نجاد، في مؤتمر صحافي في طهران أمس، «أظنّ أن وقت استخدام مجلس الأمن كأداة قد ولّى».
وشدَّد الرئيس الإيراني على أن «الطاقة النووية السلمية حق للأمة الإيرانية. الأمة الإيرانية اختارت هذا (الطريق) على أساس القواعد الدولية. هي تريد استخدامها ولا أحد يستطيع أن يمنعها».
وقال نجاد إن «الأمة الإيرانية لن تخضع للتهديد والترهيب»، منبّهاّ الى أن طهران "ستتخذ القرارات الضرورية بما يتلاءم مع التدابير» التي ستلجأ اليها القوى الكبرى في مجلس الأمن. أضاف "لا نظنّ أن البعض سيغفلون الحكمة والحذر الى درجة يبيعون فيها سمعتهم وسمعة مجلس الأمن»، في إشارة، بشكل ضمني، الى أن الصين وروسيا قد لا تؤيدان إقرار عقوبات بحق طهران.
ووصف الرئيس الإيراني رد بلاده، الثلاثاء الماضي، على عرض القوى الكبرى الهادف الى تعليق تخصيب اليورانيوم بأنه «فرصة استثنائية للغاية لحل كل القضايا العالقة»، مشيراً إلى أن طهران "قالت كل شيء في ردها».
من ناحية أخرى، اقترح الرئيس الإيراني إجراء مناظرة تلفزيونية مباشرة وغير خاضعة للرقابة، مع نظيره الأميركي جورج بوش للبحث في «قضايا العالم» وحلّّ التوترات الحالية. وقال «أقترح أن نتحدث مع بوش، رئيس الولايات المتحدة، في مناظرة تلفزيونية مباشرة حول قضايا العالم وسبل الخروج من هذه المآزق. وسنعبّر عن آرائنا ويعبرون هم عن آرائهم كذلك»، مشيراً الى أن المناظرة يجب أن تكون «غير خاضعة للرقابة، وخصوصاً بالنسبة إلى الشعب الأميركي».
واتهم نجاد الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما سبَّبا الكثير من «الحروب والنزاعات والمظالم»، موضحاً أن طهران تريد أن «يجري استئصال جذور التوتر» في الشرق الأوسط.
ورفض البيت الأبيض أمس اقتراح نجاد بشأن المناظرة التلفزيونية، مشيراً إلى أنه «محاولة لتشتيت الانتباه».
وقال مصدر ديبلوماسي أوروبي أمس إن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا يحاول تنظيم لقاء جديد مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني «قبل نهاية الشهر» الجاري. وذكر المصدر أن هذا اللقاء سيضم، الى جانب لاريجاني وسولانا، "ديبلوماسيين" من الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا).
وقال لاريجاني، بعد لقائه رئيس وزراء إسبانيا الأسبق فيليب غونزاليس، أن طهران على استعداد لإجراء حوار بنّاء وجاد مع الطرف الأوروبي.
وأعلن المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة أمير جونز باري أمس أن مجلس الأمن سيناقش، في منتصف أيلول المقبل، «رفض إيران تعليق أنشطتها النووية».
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين باروجيردي أن بلاده «مستعدة لإشراك شركات غربية في بناء محطاتها للطاقة النووية، لكن إذا رفضت فإن الجمهورية الإسلامية ستقوم بأعمال البناء بنفسها».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)



آخر الأخبار
نفى مسؤول إيراني لـ«الأخبار» أمس ما تردد عن عقد نائب وزير الخارجية الإيراني محمد رضا باقري محادثات سرية في القاهرة مع المندوب الأميركي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولتي. وقال القائم بالأعمال الإيرانى في العاصمة المصرية حسين رجبي إن «هذه المعلومات المغلوطة مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة»، نافياً إجراء أية اتصالات أميركية إيرانية سرية برعاية السلطات المصرية.