تتسارع مجريات تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة، منذ أول من أمس، بعد إعلان «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» نتيجة التصويت ــ الايجابية ــ الداخلي بشأن دخولهم نسخة جديدة من التحالف مع حزب ميركل «المحافظ». وبعد أسابيع من المفاوضات الشاقة، وافق الاشتراكيون ــ ثاني أكبر حزب في ألمانيا ــ على التمديد للائتلاف الكبير المنتهية ولايته، منهياً بذلك أزمة سياسية شهدتها البلاد منذ الانتخابات التي جرت في أيلول الماضي.
وغداة تشكيلها ائتلافاً حكومياً جديداً لولاية رابعة، وعدت المستشارة الألمانية بأن حكومتها الجديدة «ستبدأ العمل سريعاً وستعطي دفعاً قوياً لأوروبا». وقالت ميركل في بيان أمس، «بعد نحو ستة أشهر من الانتخابات، الناس ينتظرون حصول شيء ما الآن»، مضيفة: «نحن نرى أن أوروبا تواجه تحديات، وأن دفعاً قوياً من ألمانيا، إلى جانب دفع فرنسا والدول الأخرى، ضروري»، في إشارة إلى مجموعة من المواضيع التي تحتاج إلى اهتمامٍ، من التجارة الدولية إلى الحرب السورية. ولفتت ميركل إلى أن كل ذلك «يتطلب منا أن نبدأ العمل بسرعة في الحكومة».

حكومة مستقرة
في ألمانيا هي «ضمان لتطور أوروبا»

في غضون ذلك، اقترح الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، على البرلمان الألماني انتخاب ميركل مستشارة للبلاد لولاية رابعة. وفي بيان أمس، أعلنت الرئاسة الألمانية أنه «وفق الدستور، الرئيس الاتحادي اقترح على البرلمان في خطاب اليوم (أمس) انتخاب أنجيلا ميركل مستشارة اتحادية». وتابع البيان: «يحدد البرلمان موعد انتخاب المستشارة». ووفق الدستور الألماني، يقترح رئيس البلاد على البرلمان زعيم الأغلبية أو الأكثرية البرلمانية، لانتخابه مستشاراً للبلاد، حال نجاحه في تشكيل حكومة جديدة.
كذلك، كان رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، فولكر كاودر، قد أعلن أنه اتفق مع رئيسة الكتلة البرلمانية للاشتراكيين الديمقراطيين، اندريا ناليس، على انتخاب ميركل مستشارة للبلاد يوم 14 آذار الجاري.
أوروبياً، وبعد إعلان نتائج استفتاء الاشتراكيين، تنفّست دول وشخصيات أوروبا الصعداء، إذ إن حكومة مستقرة في ألمانيا هي «ضمان لتطور أوروبا»، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو الحليف الاستراتيجي لبرلين، الحدث «نبأً ساراً لأوروبا». وأكد بيان قصر الإليزيه، أول من أمس، أن «فرنسا وألمانيا يودّان التعاون من أجل الإعداد لمبادرات جديدة للأسابيع المقبلة والمضي قدماً في المشروع الأوروبي».
من جهتها، رحّبت المفوضية الأوروبية بقرار الاشتراكيين، وكتب مفوض شؤون الاقتصاد بيير موسكوفيجي، في تغريدة على موقع «توتير»: «الآن تستطيع ألمانيا أن تعمل من أجل تقوية أوروبا».
بدوره، ناشد رئيس الوزراء البلجيكي، تشارلز ميشيل، الحكومة الاتحادية المستقبلية في برلين «الإسراع على المستوى الأوروبي». وقال في بيان: «إنني على اقتناع بأن الحكومة الاتحادية يمكن أن تكون قوة دافعة للمشروع الأوروبي»، مشدداً بقوله: «ليس هناك وقت لفقده». ولفت تشارلز، أول من أمس، إلى ضرورة «تحقيق أوجه تقدم في قضايا الهجرة والأمن وتعزيز الاقتصاد الأوروبي بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى».
(الأخبار، أ ف ب)