لم تخلُ أول قمة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطانيا ديفيد كاميرون من المناكفات على خلفية موقف لندن من الاتحاد الأوروبي وعضويتها فيه. لكن القمة التي استمرت ليوم واحد عززت تعاون البلدين الدفاعي بإعلان مشروعين مشتركين لإنتاج طائرات قتالية من دون طيار وعربات آلية لمكافحة الألغام.
وفي ضربة لآمال كاميرون بإعادة التفاوض على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل إجراء استفتاء في بريطانيا عام 2017، أشار هولاند إلى أنه منفتح على تغيير المعاهدة الخاصة بعضوية الاتحاد الأوروبي في المستقبل لضمان أن تكون منطقة اليورو «أفضل تنسيقاً وأفضل اندماجاً». لكنه استدرك قائلاً: «نشعر بأن مراجعة المعاهدة ليست أولوية في الوقت الحالي».
وأضاف هولاند في القمة التي عقدت في قاعدة بريز ــ نورتون الجوية في اكسفوردشير غرب لندن، أمس: «أحترم تماماً حق بريطانيا في إجراء التصويت»، لكن «لا نستطيع فرض الخيار البريطاني على أوروبا».
لكن كاميرون تجاهل تصريحات هولاند، وقال: «موقفي لا يزال بكل تأكيد أننا نريد أن نرى هذه التغييرات، ونريد إعادة التفاوض... الذي يشمل عناصر تغيير المعاهدة»، مؤكداً أن لا شيء يوقفه عن إجراء الاستفتاء في حال إعادة انتخابه العام المقبل.
وفي الشق الدفاعي، أبرم الطرفان سلسلة من الاتفاقيات، وأعلنا إجراء مناورات مشتركة وزيادة العمليات اللوجستية. وقال كاميرون: «نحن ندرك أنه إذا قامت بريطانيا وفرنسا بمزيد من العمل المشترك، فإن ميزانياتنا الدفاعية ستكفي للقيام بمشاريع أكثر، وستستفيد قواتنا المسلحة من تحسين المعدات، وستظل صناعاتنا الدفاعية رائدة عالمياً، وسيكون لنا نفوذ دولي أكبر».
وأعلن كاميرون أن البلدين سيستثمران معاً 120 مليون جنيه استرليني (200 مليون دولار، 145 مليون يورو) في إجراء دراسة جدوى لإنتاج طائرات قتالية من دون طيار.
وأضاف: «سنعمل معاً على تصميم عربة بحرية تعمل آلياً لمكافحة الألغام في قعر البحر».
وأعلنت فرنسا بدورها عقد اتفاق بقيمة 500 مليون جنيه استرليني لإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ لتجهيز مروحيات في البلدين.
والصواريخ هي مشروع مشترك بين شركة «بي ايه اي سيستمز» ومجموعة «إيرباص» وشركة «فينميكانيكا» الإيطالية.
واتفق الزعيمان على إجراء مناورات مشتركة تشمل تدريبات على إنزال القوات الاستشكافية المشتركة في وقت لاحق من هذا العام.
وقال هولاند إن بريطانيا ستجري كذلك تجربة على حاملات الافراد الفرنسية المصفحة «في سي بي أي» لاحتمال أن تقوم بشرائها. وأضاف: «إن بين بلدينا علاقات دفاعية ممتدة وراسخة».
(أ ف ب)