خرج الاجتماع الرباعي المطوّل حول أوكرانيا، الذي ضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا أمس، بمواقف متوافقة، أقل ما فيها أن الأطراف الثلاثة الموحدين على موقف ما سمّوه رفض التدخل الروسي في الشؤون الأوكرانية وافقوا على ما نادت به موسكو منذ تدهور الوضع في الشرق الأوكراني منذ أسبوعين، وكاد يودي بالبلاد نحو حرب أهلية.
الأطراف اتفقوا على إطلاق حوار وطني ورفض العنف ونزع السلاح غير الشرعي، إضافة إلى العفو العام عن جميع المحتجين باستثناء من ارتكب منهم جرائم كبيرة.
مواقف سيكون لها أثرها في الشارع الأوكراني بعد أسبوعين من الأعمال الاستفزازية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أننا «اتفقنا على أنه يتعين على جميع الجهات التخلي عن أي استخدام للعنف، أو التخويف، أو الأعمال الاستفزازية، كما أننا استنكرنا ورفضنا بحزم كل أوجه التطرف والعنصرية والتعصب الديني، بما في ذلك كراهية السامية». وأشار لافروف إلى الأهمية البالغة للمطلب الأخير في ضوء ما يحدث في أوكرانيا على مدى الأشهر الأخيرة.
وتابع الوزير الروسي قائلاً: «من بين الإجراءات التي نسعى لتحقيقها نزع سلاح جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإعادة جميع المباني المستولى عليها بطريقة غير قانونية إلى أصحابها الشرعيين، وتحرير الميادين والشوارع وغيرها من الأماكن العامة في جميع المدن الأوكرانية»، إضافة إلى العفو العام عن جميع المحتجين باستثناء من ارتكب منهم جرائم كبيرة.
إخلاء للشوارع
وتعديل دستوري
وحوار وطني

كذلك شدد لافروف على أن الرباعية تبنّت دعوة مهمة متمثلة في ضرورة إطلاق «حوار وطني واسع في إطار العملية الدستورية، على أن يكون هذا الحوار شاملاً وشفافاً وقابلاً للرقابة». وأشار إلى «عدم قبول الجانب الروسي للتصريحات الصادرة عن قادة الحلف الأطلسي، ومفادها أنه ليس على أي أحد أن يجبر أوكرانيا على البقاء دولة حيادية». وأضاف أن روسيا طلبت من شركائها الغربيين وقادة حلف شمالي الأطلسي «أن يعوا مسؤوليتهم في تأجيج هذه المسألة في مرحلة يمكن أن يقوّض ذلك فيها كل الجهود الهادفة إلى حل الأزمة في أوكرانيا».
من جهة أخرى، جدّد لافروف القول إن روسيا ليست لديها رغبة في إرسال قوات إلى أوكرانيا، واصفاً شعبها بالشقيق.
كذلك أكد أنه لا يشكك في إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا، سيضمن بالكامل «حقوق جميع الأقاليم والمجموعات العرقية والأقليات الناطقة باللغات الأخرى». وأشار إلى أن الجانب الروسي تلقّى تأكيدات في هذا الخصوص من الولايات المتحدة التي تؤثر في القيادة الأوكرانية الحالية تأثيراً حاسماً.
من جهته، شكك الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يؤدي الاتفاق إلى نزع فتيل التوتر على الارض، مهدداً روسيا بفرض عقوبات أميركية واوربية جديدة عليها اذا تأزمت الامور.
وصرح اوباما للصحافيين في البيت الابيض «لا اعتقد أنه يمكن أن نكون واثقين من اي شيء في هذه المرحلة»، مضيفاً إن «هناك امكانية بأن تؤدي الدبلوماسية إلى تهدئة الوضع».
ولكن أوباما أشار ألى أن :الامر يتطلب عدة أيام أخرى قبل أن نرى ما اذا كانت التصريحات ستصبح واقعاً ملموساً».
وأضاف «اعددنا مع الأوربيين اجراءات اضافية يمكن أن نفرضها على الجانب الروسي اذا لم نر اي تحسن حقيقي في الوضع».وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد حذّر في وقت سابق أمس من أن الاتحاد الأوروبي سيشدد العقوبات على روسيا في حال عدم حصول أي تقدم في محادثات جنيف حول الأزمة الأوكرانية.
في غضون ذلك، استمرت أعمال العنف في الشرق الأوكراني، حيث قتل ثلاثة وجرح أكثر من 10 أشخاص بإطلاق نار قرب إحدى الوحدات العسكرية في مدينة ماريوبل الأوكرانية، وأعلن الحرس الوطني الأوكراني أن مجهولين حاولوا مساء أول من أمس اقتحام وحدة القوات الداخلية في ماريوبل في مقاطعة دونيتسك.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)