في أجواء إيجابية ظاهرياً، تدخل إيران ومجموعة دول (5+1) رسمياً، اليوم، في الجولة السادسة والأخيرة من المفاوضات حول الملف النووي، في حين يضمّن الجانبان في تصريحاتهما إشارات إلى مناخ التعثر الذي ساد المفاوضات السابقة.
وشهد يوم أمس اجتماعات تمهيدية في مقر الأمم المتحدة في فيينا، حيث اجتمع وزير الخارجية الإيراني والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وجدد ظريف، أمس، تأكيد أن الفريق الإيراني المفاوض «سيفعل كل ما في وسعه» للتوصل الى اتفاق بحلول المهلة القصوى في 20 تموز الجاري، مع الإشارة الى أن المطالب المبالغ فيها ستحول دون تقدم المفاوضات، في وقتٍ لمحت فيه مصادر غربية الى احتمال تمديد المفاوضات ستة أشهر، وفقاً لما ورد في اتفاق جنيف المؤقت بين إيران والدول الست.
مايكل مان:
«حجم الاختلاف في وجهات نظر الجانبين لا يزال كبيراً»

وأعلن وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف أن بلاده «على أتم الاستعداد» للتوصل الی اتفاق في حال توفر الإرادة السیاسیة لدی الجانب الآخر، مؤكداً أن الفريق الإيراني المفاوض «سيعمل كل ما في وسعه من أجل التوصل الى اتفاق في هذه المرحلة».
وأشار ظريف الی بدء صیاغة نص الاتفاق (الذي يسميه الجانب الإيراني «برنامج العمل المشترك»)، على الرغم من وجود بعض الخلافات، قائلاً «لا بد من أن یجتمع الأصدقاء» مرة أخری لیبحثوا في المضامین للدخول في الصیاغة. كما أكد أن المطالب المبالغ فیها ستحول دون تقدم المفاوضات، كما «سيتم رفضها».
ورأى ظريف في مقالة نشرها أول من أمس في صحيفة «لو موند» الفرنسية، أن فرصة استثنائية قد سنحت اليوم في هذه المفاوضات، آسفاً لكون بعض جهات المفاوضات «تحيط بها الأوهام» التي دعا الى الابتعاد عنها. وأكد ظريف في المقالة نفسها، أن إيران لديها «العزيمة السياسية للتوصل الى حل شامل طويل الأمد يتفق عليه الجانبان»، مشيراً الى أن الحوار سيحقق النجاح فقط في حال التزام طرفي المفاوضات بتعهدهما في التوصل الى طريق مقبول للحل «يصبّ في الأهداف المتفق عليها في الاتفاق المؤقت (جنيف، تشرين الأول 2013)». وهي الأهداف التي تتضمن منح ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني وإزالة كل أنواع الحظر الذي فرضه مجلس الأمن، إضافةً الى الحظر المتعدد الأطراف، كما ذلك الأحادي الجانب المرتبط بالبرنامج النووي.
ورأى ظريف أن ما يؤمن النجاح في هذه المفاوضات هو «بعد النظر والتحليل المقبول»، أما الأوهام وسوء الحسابات فربما «تضيّع الفرصة الجديدة».
وقبل انطلاق الجولة السادسة من المفاوضات رسمياً اليوم، اجتمع ظريف مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون. وأشار المتحدث باسم آشتون، مايكل مان الى «حجم الصعوبات» التي تواجه جولة المفاوضات النووية الجديدة، وخصوصاً بعد بدء صياغة بنود الاتفاق النهائي الشامل في الجولة السابقة، مؤكداً أن حجم الاختلاف في وجهات نظر الجانبين لا يزال كبيراً.
من جهةٍ أخرى، أشار مصدر غربي، رفض الكشف عن هويته، الى أن الجانبين قد يتفقان على تمديد فترة التفاوض ستة أشهر أخرى في «حال عدم التوصل إلى اتفاق».
(الأخبار، فارس، إرنا، الأناضول)