دعا المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية علي خامنئي، أول من أمس، الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، إلى «الهدوء»، بعدما تبادلا علناً اتهامات غير مسبوقة بالفساد، فيما أكد أن بلاده لا تريد امتلاك أسلحة نووية، لكن إذا أرادت فلا أحد يستطيع منعها. وقال خامنئي، في خطاب أمام وفد من تبريز (شمال غرب) نقل التلفزيون وقائعه، «انه امر سيّئ ومناف للقانون والديانة أن يتهم رئيس احدى السلطات رئيسي السلطتين الأخريين استناداً الى وثائق مشكوك فيها»، في اشارة الى نقاش برلماني حاد جرى في الثالث من شباط الحالي بين نجاد ولاريجاني، بث خلاله الأول تسجيلاً صوتياً يتضمن صوتاً قدم على أنه لفاضل لاريجاني، شقيق رئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، يطلب فيه من سعيد مرتضوي، المقرب من الرئيس الايراني، رشى مقابل حصول مرتضوي على دعم سياسي من شقيقيه.
كذلك، انتقد خامنئي بشدة موقف لاريجاني، مشيراً إلى ان قيام مجلس الشورى باقالة وزير هو «قرار سيّئ»، وان لاريجاني «ذهب بعيداً جداً في دفاعه عن نفسه» أمام نجاد. ورداً على التسجيل الصوتي، اتهم لاريجاني نجاد بمنع القضاء من التحرك ضد «المقربين منه الذين يواجهون ملفا قضائياً». وحصل هذا السجال خلال جلسة انتهت بقرار للنواب باقالة وزير العمل.
وانتقد المرشد الأعلى أيضاً «عدم تحرك» السلطة القضائية لمواجهة الفساد. واكد ان «الشعب يحتاج الى الهدوء والأخلاق» لدى المسؤولين، فيما تواجه ايران منذ عام صعوبات اقتصادية واجتماعية.
وفي وقت لاحق أمس، قدّم لاريجاني اعتذاراً إلى المرشد الأعلى إثر الانتقادات التي وجهها خامنئي إلى السلطات الثلاث أول من أمس. وأفادت وكالة «مهر» للانباء، بأن لاريجاني استهل أعمال الجلسة العلنية للبرلمان بالاشارة الى خطاب خامنئي، قائلاً إنه «نظراً الى الإطار الديموقراطي الذي يسود نظام الجمهورية الاسلامية، فإنه من الطبيعي ان تحدث خلافات في وجهات النظر». وأضاف «في ظل مؤامرات الأعداء ينبغي أن نتوحد تحت راية قائد الثورة الاسلامية لإحباط اي مخطط للأعداء»، مشيراً إلى أن انتقادات خامنئي عامل اصلاح، وتصب في المصلحة العامة للبلاد. وقدّم لاريجاني اعتذاراً عما حدث خلال الجلسة المذكورة بينه وبين نجاد، وما تخللها من مشاحنات وسجالات.
من ناحية ثانية، نقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن خامنئي قوله أمس «نعتقد أنه ينبغي التخلص من الأسلحة النووية ولا نرغب في صنع أسلحة نووية». وأضاف «لكن لو كنا لا نؤمن بهذا وقررنا امتلاك اسلحة نووية، فلا يمكن أي قوة الوقوف في طريقنا».
إلى ذلك، وصف الرئيس الإيراني زيارته الى مصر بالتاريخية. وقال «إن مصر دولة صانعة للتاريخ ومؤثرة في تاريخ الحضارة البشرية، وكانت رائدة على الدوام في التطورات الإقليمية والعربية، لأن شعبها كالشعب الإيراني بلغ مرحلة الرشد من الناحية الانسانية»، حسبما نقلت عنه وكالة «أنباء فارس».
وقال نجاد، خلال اجتماع محافظي البلاد، إنه «على مدى نحو 70 عاماً مضى لم يسمح المستكبرون بأن يقف هذان الشعبان الى جانب بعضهما بعضاً، فيما الشعب المصري كان الى ما قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، ثورياً وداعياً الى النضال ضد الكيان الصهيوني».
(أ ف ب، مهر، فارس)