في الوقت الذي كررت فيه الولايات المتحدة تحذير إيران من أنها ستواجه المزيد من العزلة الدولية والضغط إذا لم تعالج المخاوف بشأن برنامجها النووي، يسعى عدد من أنصار إسرائيل في الكونغرس الأميركي، في الذكرى السنوية العاشرة للغزو الأميركي للعراق، إلى إثارة فكرة تكرار العملية، ولكن هذه المرة ضد إيران. ويتزعم أنصار إسرائيل في الكونغرس في مسعى التصعيد ضد إيران العضو الجمهوري ليندسي غراهام. ويرى خبراء أن بعض أعضاء الكونغرس يبدو أنهم مصمّمون على لعب دور غير بنّاء في المفاوضات الخاصة بإيران، وخاصة دفعهم مجلس الشيوخ إلى إصدار قرار «غير ملزم» أعدّته «آيباك» يقوّض المساعي الدبلوماسية الأميركية تجاه إيران ويعطي ضوءاً أخضر لعدوان إسرائيلي عليها.
ويقول القرار الذي تضمن بعض التفاصيل حول ما يقال إنه المواقف الهجومية لإيران «في حال اضطرت حكومة إسرائيل إلى القيام بعمل عسكري للدفاع عن النفس، ينبغي على حكومة الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب إسرائيل وتقدم الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي إلى حكومة إسرائيل في دفاعها عن أراضيها وشعبها ووجودها».
لقد أظهرت نتائج استطلاع مركز «بيو» أن 56 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن على الولايات المتحدة ألا تدعم إسرائيل إذا أقدمت على شن عدوان عسكري على إيران. كذلك فإن القرار يتعارض مع السياسة التي تسير عليها السياسة الخارجية الأميركية، والتي تقوم على منح دولة صديقة «شيكاً» على بياض في أي عمل تقوم به بمعزل عن التنسيق مع الولايات المتحدة.
وقد لوحظ في جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أول من أمس، أن قائد القيادة المركزية الجنرال جيمس ماتيس، الذي يوشك على التقاعد من منصبه، بدا على خلاف مع البيت الأبيض بخصوص السياسة تجاه إيران، وأنه يميل إلى اللجوء إلى التهديد بالقوة العسكرية لاعتقاده بأن إيران لن تتنازل عن أنشطة تخصيب اليورانيوم بسبب العقوبات الاقتصادية القاسية. وقال إن تخصيب إيران لليورانيوم يجري بوتيرة أبعد ما يكون عن الأغراض السلمية.
وكان ماتيس في بداية الجلسة قد حذر إيران من محاولة اختبار تصميم الولايات المتحدة في الخليج بعد تقليص واشنطن حضورها البحري في المنطقة، مؤكداً أن أي «خصم عليه ألا يقلل من القوة العسكرية الأميركية فيها».
وأضاف «ما زالت لدي حاملة طائرات واحدة هناك، وأحذر أي عدو، قد يخال أنها فرصة لاستغلال هذا الوضع، من هذه الفكرة السيئة إن أمرنا الرئيس بالتحرك».
وقال ماتيس «لدي ما يلزم لجعل هذا اليوم أطول أيام العدو وأسوأها. وسنرسل حاملة الطائرات الثانية الى هناك سريعاً للدعم»، مشيراً إلى امكانية انطلاق حاملة طائرات ثانية هي «يو اس اس هاري ترومان» في أقل من 21 يوماً، ويمكنها الوصول الى الخليج في 14 يوماً.
وفي البنتاغون، قال وزير الدفاع تشاك هاغل، خلال محادثات مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك، إن واشنطن ملتزمة بمنع إيران من اكتساب سلاح نووي. كذلك أعلن وزير الخارجية جون كيري، في مقابلة مع شبكة تلفزيون «إيه.بي.سي.»، أن محاولات التسويف الإيرانية المتواصلة تزيد من المخاطر، وأن «المواجهة أصبحت أكثر احتمالاً».
الى ذلك، قال مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوزيف ماكمانوس، في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا أمس، «يساورنا قلق عميق بسبب التزام إيران الذي لا يتزحزح في ما يبدو بالخداع والتحدي والتعطيل».
(الأخبار)