في الوقت الذي واصلت فيه كوريا الشمالية، أمس، تهديداتها لجارتها الجنوبية والولايات المتحدة بأنها مستعدة «لاطلاق النار»، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية نشر بلاده راداراً عسكرياً واسع المدى بحراً لرصد أي إطلاق لصاروخ محتمل تجريه الدولة الشيوعية التي باتت تتمتع الآن بوفرة في الإنتاج الزراعي بفضل نظام تحفيزي جديد للمزارعين. ونقلت مذيعة قناة «كيه.ار.تي» التلفزيونية الحكومية الكورية الشمالية، عن بيان للجنة إعادة التوحيد السلمي في البلاد، قوله إن «أسلحتنا جاهزة لاطلاق النار وأدخلت الإحداثيات الدقيقة على الرؤوس الحربية. بمجرد أن نضغط على الزر فإنها ستطلق وستتحول معاقل أعدائنا إلى بحر من اللهب».
في الوقت عينه، أفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلاً عن مسؤول دفاعي ياباني بأن منصة متحركة لاطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية جُهّزت في وضع الإطلاق وتم توجيه الصواريخ إلى السماء.
لكن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية هددت في المقابل بأنها قد تسقط صواريخ جارتها الشيوعية إذا كانت تمثل خطراً على شعبها. وقالت إن هناك احتمالاً كبيراً لأن تختبر كوريا الشمالية صاروخاً متوسط المدى في أي وقت لاستعراض القوة بعد أسابيع من التهديد بالحرب. وأضافت سيول أنها نشرت أنظمة باتريوت «باك-2» المضادة للصواريخ للتصدي لأي صاروخ من الشمال إذا تبين انه يمثل تهديداً لأراضيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية، كيم مين سيوك، «إذا حلقت الصواريخ الكورية الشمالية في مدى صواريخنا باتريوت فقد نسقطها»، مشيراً الى امكانية اطلاق صواريخ كورية شمالية في ذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل ــ سونغ في 15 نيسان الحالي. وأوضح كيم أنه «وفقاً لمجموعتنا الاستشارية فإن كوريا الشمالية تستخدم حمض النيتريك الأحمر كوقود لصواريخها متعددة المراحل، لذا فمن الناحية التقنية يمكن أن ينتظروا أكثر من أسبوعين كي يطلقوها».
ويوم أمس كان الملف الكوري محور مباحثات بين الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي اندرس فو راسموسن، ووزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونغ ـ سي، في سيول. في أول زيارة للمسؤول الأطلسي إلى كوريا الجنوبية وتستمر ثلاثة أيام، حيث يلتقي الرئيسة باك غون هاي، ووزير الدفاع كيم كوان جين.
في السياق، أعلن البنتاغون ان نشر رادر بحري عائم من طراز sbx تم في 2 نيسان، لافتاً الى ان ذلك يندرج في مهمة «روتينية لا علاقة» لها رسمياً بالتوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأكد المسؤول ان رادار «sbx» عبارة عن منصة قابلة للعمل تحت الماء تعلوها قبة هائلة تحوي الرادار الذي وضع بحراً لرصد صواريخ كورية شمالية محتملة.
في غضون ذلك، دان وزراء خارجية مجموعة الثماني «بأشد العبارات» موقف كوريا الشمالية وتوعدوا بفرض عقوبات جديدة على نظام بيونغ يانغ، وذلك في بيان ختامي أصدروه اثر اجتماعهم أمس في لندن.
الى ذلك، قال منشقون عن نظام كوريا الشمالية، إنه في الوقت الذي تهدد فيه بلادهم بشن حرب مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فإنها تستدعي جنودها إلى المزارع للمشاركة في موسم الزراعة الربيعي. وقالت صحيفة «تشوسون سينبو» الإصدار الرسمي للاتحاد العام للكوريين المقيمين في اليابان، إن زيادة دخل المزارع سمحت للكثيرين بشراء أجهزة منزلية وهواتف محمولة وعززت الشعور بحب الوطن.
ونقل التقرير عن مدير مزرعة تجريبية في إقليم هوانغهاي الجنوبي، وهو المنطقة الرئيسية لزراعة الأرز في كوريا الشمالية، قوله «كان الحصاد أفضل العام الماضي منه في الأعوام السابقة رغم الأمطار الغزيرة التي هطلت في الربيع وإعصار الصيف».
(رويترز، أ ف ب)