فوجئ الجميع، في اسطنبول أمس، بأقوال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عندما ناشد في مؤتمره الصحافي رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، عدم زيارة غزة في الوقت الراهن. وعبر كيري عن ارتياحه من لقاءاته مع أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وقال عنهما إنهما متجاوبان تماماً مع المواقف الأميركية حيال تطورات المنطقة. وشدّد كيري على ضرورة تأجيل زيارة أردوغان لغزّة وانتظاز الظروف الملائمة لذلك. وأضاف إنه سيتم بحث الموضوع خلال زيارة أردوغان لواشنطن أواسط الشهر المقبل. وأثارت أقوال كيري ردود فعل واسعة في الشارع الإعلامي التركي، حيث تناقلت جميع وسائل الإعلام التركية الخبر مع تعليقات متناقضة. وتساءل البعض كيف يستطيع وزير خارجية أميركي أن يأمر أردوغان حتى لا يذهب إلى غزة أو أي مكان آخر، فيما تجاهلت وسائل الإعلام الموالية للحكومة أقوال كيري، التي تحولت إلى مادة رئيسية في مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء طلب كيري لتأجيل الزيارة بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تحدثت المعلومات الصحافية عن عدم ارتياح الأخير أيضاً من زيارة أردوغان، باعتبار أن ذلك يدعم موقف «حماس» داخل الشارع الفلسطيني، فيما نددت حركة حماس بدعوة وزير الخارجية الأميركي. واتهم المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، في تصريح، كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«التنسيق المتبادل ضد حماس».
وكان أردوغان قد قرر تأجيل زيارته المقررة لغزّة بداية الشهر الجاري إلى نهاية الشهر المقبل، أي بعد زيارته لواشنطن في 16 الشهر المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وخلال المؤتمر الصحافي، الذي أعقب لقاءه عبّاس على مدى ساعة ونصف في فندق كبير في اسطنبول، برفقة الوفدين المرافقين لهما، قال كيري «تحدثنا عن خلافة (رئيس الحكومة المستقيل سلام) فياض، لقد فهم (عباس) قلق المجتمع الدولي. أنا مقتنع بأن (الرئيس) عباس سيعرف كيفية إيجاد الشخص الذي سيقوم بالعمل». وأضاف إن «فياض صديق شخصي، قوة بالغة الأهمية للتنمية لدى الفلسطينيين. نأسف لانسحابه».
واستقالة فياض تأتي في توقيت سيئ بالنسبة إلى الدبلوماسية الأميركية. ففي غياب تحقيق أي تقدم سياسي أثناء زيارة كيري الأخيرة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، اكتفت الخارجية الأميركية باتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على «تشجيع التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية».
وكان دبلوماسي أميركي قد صرّح للصحافيين في وقت سابق بأن كيري وعباس «سيواصلان بالتأكيد النقاش القائم منذ أسابيع عدة حول سبل إعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات». وكان كيري قد أعلن الأربعاء الماضي من واشنطن أن الوقت بدأ ينفد لاستئناف عملية السلام على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، محدداً للمرة الأولى مهلة سنتين على أقصى حد للتوصل الى تسوية.
ويعمل كيري حالياً على مشروع لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني وإعادة الثقة بين الطرفين. وأعلن أيضاً أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط، وافق على المشاركة في الجهود سعياً الى «دفع اقتصاد الأراضي الفلسطينية قدماً».
(الأخبار، أ ف ب)