بينما أنهت بيونغ يانغ تهديداتها لواشنطن بحرب «نووية حرارية» بالدعوة إلى حوار ندي، تعترف خلاله الأخيرة بها دولة مسلحة نووياً، رفضت الولايات المتحدة بحزم أمس هذا الطلب، وذلك قبل ساعات من اعلان منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عن رصد غازات مشعة ربما نجمت عن تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية في شباط الماضي، وهو ما قد يقدم أول دليل دامغ على التفجير. لكن القياس الذي تم في التاسع من نيسان، أي بعد نحو شهرين من إعلان بيونغ يانغ أنها نفذت التفجير تحت الأرض، لم يشر إلى ما إذا كانت المادة المستخدمة فيه هي البلوتونيوم أو اليورانيوم عالي التخصيب.
وقالت المسؤولة في المنظمة الدولية، انيكا تونبورغ، إن مرور الوقت قبل رصد ما تسمى بالغازات النبيلة جعل «من الصعب للغاية» التمييز بين المادتين الانشطاريتين.
وقالت المنظمة، التي تنشر شبكة عالمية من محطات المراقبة، في منتصف آذار الماضي، إن من المستبعد إلى حد بعيد رصد أي نشاط مشع مثل هذا. لكن بيان أمس أفاد بأنها رصدت غازات نبيلة مشعة قبل نحو أسبوعين في تاكاسكي في اليابان على بعد نحو ألف كيلومتر من موقع التجربة. ورصدت مستويات أقل عند محطة ثانية في اوسوريسك في روسيا. وقالت المنظمة «نحن واثقون من أن موقع التجربة (الكورية الشمالية) من بين مناطق المصادر المحتملة»، لكن المنظمة قالت إنها لم تستبعد تماماً أن يكون مصدر الآثار المشعة مناطق أخرى.
ويعتقد أن كوريا الشمالية اختبرت قنابل بلوتونيوم في تجربتين نوويتين سابقتين في عامي 2006 و2009. ومن شأن أي تحول إلى اليورانيوم أن يزيد القلق العالمي لأنه قد يمكّن الدولة الشيوعية من توسيع ترسانتها بشكل كبير.
في غضون ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي، توماس كانتريمان، في تصريح من جنيف، حيث يرأس وفد بلاده في محادثات عن معاهدة منع الانتشار النووي «ان طلب كوريا الشمالية الاعتراف بها دولة مسلحة نووياً غير واقعي ولا مقبول». وكانت صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية قد رفضت الشرط الأميركي والكوري الجنوبي، بأن توافق على إزالة اسلحتها النووية وتعلق تجارب اطلاق الصواريخ ووصفته بأنه لا أساس له وغير مقبول. واضافت الصحيفة انه إذا جلست كوريا الشمالية «إلى طاولة المحادثات مع الولايات المتحدة فإنه يتعين أن يكون حواراً بين دولتين مسلحتين نووياً وليس أن يجبر أحد الطرفين الآخر على إزالة الأسلحة النووية».
وعرضت كوريا الشمالية الخميس الماضي على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قائمة شروط للمحادثات معها بما في ذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة. وردت واشنطن بالقول انها تنتظر «دلائل واضحة» على أن كوريا الشمالية ستوقف انشطتها النووية.
وفي 2005 وقعت كوريا الشمالية اتفاقاً لنزع سلاحها النووي مقابل معونات، لكنها تراجعت فيما بعد عن ذلك الاتفاق. وأجرت تجربتها النووية الثالثة في شباط الماضي أعقبها فرض عقوبات على الدولة الشيوعية بقرار من مجلس الأمن الدولي.
(رويترز)