أعلنت شرطة لندن، أمس، أن وحداتها المكلفة بمكافحة الإرهاب أوقفت ثلاثة أشخاص للاشتباه في ضلوعهم بقتل الجندي لي رغبي، فيما تواصل الشرطة الفرنسية مطاردتها لمهاجم جندي فرنسي. ورغم تشابه الحادثتين، فإن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، رفض الربط بين الحادثتين. وقال قائد مدير شرطة مانشستر، بيتر فاهي، إن الشرطة البريطانية أبطلت «موجة مطردة من مخططات الاعتداء». لكنه أضاف إن أجهزة الأمن «قلقة» بشأن من يسافرون من بريطانيا إلى مناطق النزاع، على غرار مالي وسوريا والعراق، ومن ارتفاع عدد مواقع الإنترنت المتطرفة. وإضافة الى ثلاثة معتقلين أُوقفوا أمس، لا يزال شخصان، أُوقفا في مسرح الجريمة، رهن الاعتقال في المستشفى، وحالتهما مستقرة، إذ تعرض مايكل أديبولاجو (28 عاماً)، ومايكل أديبوالي (22 عاماً) لإصابات برصاص الشرطة. وكان الجناة قد طرحوا الجندي أرضاً قبل أن يقتلوه يوم الأربعاء الماضي في منطقة ووليتش جنوب لندن. ويرتقب أن يعرض المدير العام للمخابرات الداخلية، أندرو باركر، الأسبوع المقبل، تقريراً أولياً أمام لجنة برلمانية، عن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن عن المشتبه فيهما. ونقل صديق المشتبه فيه أديبولاجو عنه أن الشرطة حاولت تجنيده بعد زيارة قام بها لكينيا، لكن الحكومة الكينية نفت أن يكون المشتبه فيه قد دخل البلاد. وعلى الرغم من نفي الحكومة الكينية، فإن صحفاً بريطانية نشرت صورة للمشتبه فيه في إحدى المحاكم الكينية، يواجه «تهماً بالضلوع بعمليات من تخطيط تنظيم القاعدة». ويحمل كل من أديبولاجو وأديبوالي الجنسية البريطانية، وهما من أصول نيجيرية اعتنقا الإسلام، حيث ينحدر أديبولاجو من عائلة مسيحية. وكانت الشرطة قد أوقفت يوم الخميس امرأتين للاشتباه في ضلوعهما بقتل الجندي، لكن أفرج عنهما من دون اتهام. فيما يواجه العديد من الأشخاص تهماً في شأن تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتل الجندي لي راغبي.
وفي سياق متصل، شكّلت الحكومة البريطانية فريق عمل يقوده رئيس الوزراء، مهمته إعادة النظر باستراتيجية الحكومة في التعامل مع التطرف.
وفي فرنسا، لا تزال الشرطة تطارد الرجل الذي طعن الجندي، الذي كان في دورية برفقة زميلين له في أحد أحياء العاصمة باريس. وكان الجندي الفرنسي، سيدريك كوغديي، يشارك في دورية برفقة زملاء له من أفراد الجيش وضباط شرطة حينما اقترب منه رجل من الخلف وطعنه في رقبته بسكين أو بآلة حادة لقطع الأوراق. ولم ينطق المهاجم بأي كلمة، وما لبث أن فرّ باتجاه منطقة تسوّق مزدحمة، قبل أن ينتبه الجنديان الآخران اللذان كانا رفقة الجندي المطعون وبدآ بتعقب الشخص المجهول. وقال ضابط شرطة كبير إن الجندي الضحية البالغ من العمر 23 عاماً نزف دماً كثيراً، غير أن إصابته لا تشكل خطراً على حياته، مضيفاً إنه يتلقى العلاج في المستشفى العسكري القريب من مكان الاعتداء. فيما ذكرت تقارير إخبارية فرنسية أن الشرطة تتعقب شخصاً ملتحياً من شمال أفريقيا في حدود الثلاثين من العمر، وكان يرتدي «جلابة خفيفة». بدوره، قال وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لو دريان، للصحافيين إن الجندي استهدف لكونه أحد أفراد القوات المسلحة الفرنسية. بينما حذر وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، في مقابلة مع قناة «فرنسا 2»، من أن «هناك عناصر قد تجعل المرء يعتقد بأن الهجوم العنيف المباغت (في باريس) يشبه ما حدث في لندن. لكن علينا الآن أن نكون حذرين». لكن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الذي أدلى بتصريح خلال زيارته لإثيوبيا للمشاركة في احتفال الاتحاد الأفريقي بالذكرى الخمسين لتأسيسه، قال «لا أظن أن هناك صلة خلال هذه المرحلة». وأضاف «لا نعرف الظروف بالضبط التي حدث فيها الاعتداء أو هوية المعتدي، لكننا ندرس كل الخيارات».
(الأخبار)